سعود عبدالحميد: تولوز كوجهة محورية لاستكشاف الهوية الأوروبية

من جدة إلى روما، مرورًا بمحطات أسهمت في تشكيل هوية سعود عبد الحميد، اللاعب السعودي الذي يبدو أنه لن يتوقف عند حدود الجغرافيا أو التوقعات. الظهير الأيمن يشق طريقه في الملاعب الأوروبية بثبات رغم التحديات التي تواجهه.

مما لا شك فيه أن انتقاله إلى نادي روما الإيطالي لم يكن مجرد خطوة عابر، بل هو تعبير عن طموح ورغبة في تغيير الصورة النمطية للاعبي كرة القدم السعوديين. فهو أثبت من خلال رغبته في البقاء في الملاعب الأوروبية أنه يسعى لتوسيع آفاقه.

تلقى سعود عبد الحميد العديد من العروض المغرية للعودة إلى الدوري السعودي “روشن”، لكن بناءً على ما تم تداوله، قرر الانتقال إلى نادي تولوز الفرنسي، الذي أنهى الموسم الماضي في المركز العاشر ضمن دوري الدرجة الأولى.

سعود عبدالحميد في الموسم السابق

على الرغم من محدودية مشاركاته في الموسم الماضي، حيث لم يُسجل له الكثير من الدقائق إلا أنه أظهر تقدمًا ملحوظًا على الصعيدين الفني والبدني، مبرزًا تحسنًا في التحمل والانضباط وإمكانية بناء اللعب من الخلف.

توجهه إلى الدوري الفرنسي عبر بوابة تولوز يمثل فرصة جديدة، مما يتطلب تحليل مستواه الحالي وكيفية تكيفه مع الفريق الجديد وأرقام أدائه الرقمية التي تلقي الضوء على مستقبله في الملاعب.

ملخص الأداء والأرقام

على الرغم من مشاركته المحدودة مع روما، حيث لعب 205 دقائق في الدوري و433 دقيقة مجتمعة في البطولات الأخرى، إلا أنه تمكن من تسجيل هدف في الدوري الأوروبي وصنع آخر في الدوري الإيطالي، مما يدل على استقرار أدائه.

تشير أرقام تمريراته، حيث بلغت دقة التمرير 76.9% ودقة التمرير الطويل 57.1%، إلى نجاحه في الخروج بالكرة تحت الضغط. وفي الناحية الدفاعية، فقد قام باستعادة الكرة 19 مرة وحقق فاعلية في الكرات الهوائية بلغت 76.9%.

أما في الجانب الهجومي، فقد سجل تمريرة حاسمة واحدة وصنع ثلاث فرص محققة، مما يعكس نشاطه داخل منطقة جزاء الخصم. كانت تقييماته على منصة 365Scores مستقرة، إذ حصل على 6.7 في الدوري الإيطالي و7.1 في الدوري الأوروبي.

نقاط القوة والضعف

يتميز سعود بسرعته العالية وقدرته الكبيرة على التحمل، حيث صنفته فيفا بسرعة 92 وبتسارع 91. يُظهر أيضًا مهارات في المواجهات الفردية واستغلال المساحات، بالإضافة إلى انضباطه التكتيكي ومرونته في اللعب بخطط عدة. ومع ذلك، يفتقر إلى تجربة اللعب في الأدوار الهجومية كجناح ويحتاج إلى تحسين معدل تصويباته وصناعة الفرص.

هل ينجح سعود عبدالحميد مع تولوز؟

سعود عبد الحميد يقف عند مفترق طرق جديد، منتقلًا من الهلال إلى روما، ثم إلى تولوز بحثًا عن طموح فني أكبر. على الرغم من عدم تأكيده كأحد اللاعبين الاستثنائيين حتى الآن، إلا أن أرقامه توضح استعداده للتطور. إذا حصل على الفرص المناسبة، فقد يصبح أول ظهير سعودي يؤسس لنفسه مكانًا بارزًا في أوروبا.

المسيرة الدولية

يمتلك سعود رصيدًا دوليًا ملحوظًا، حيث شارك في 48 مباراة مع المنتخب السعودي، بما في ذلك مشاركته في كأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023، ويعتبر خيارًا أول في مركز الظهير الأيمن نظرًا لأدائه المتوازن.

السياق التسويقي

حاليًا، تبلغ قيمة سعود السوقية حوالي 3 مليون يورو، وقد زادت بعد انتقاله إلى روما من الهلال في صفقة تجاوزت 2.5 مليون يورو. يُعتبر سعود من الأسماء البارزة القابلة للتسويق خارجياً، خاصة بعد انضمامه لأحد الأندية الكبيرة في الدوري الإيطالي.