قبلة الوالد على رأس مُعلمي: لحظة غيرت مسار حياتي

المرشد الأكاديمي علي راشد حسن الزعابي

خدم المرشد الأكاديمي علي راشد حسن الأصلي الزعابي، لمدة 36 عاماً، في الميدان التربوي، ليكون شاهداً على المسيرة التعليمية في الإمارات بأجيالها المُتعاقبة لأكثر من ثلاثة عقود ونصف. بدأ رحلته في مدرسة رأس الخيمة الثانوية، وهي المدرسة ذاتها التي تخرّج فيها طالباً، واستمر بالعمل فيها حتى تقاعد في عام 2022.

رحلة تعليمية متميزة

أكد علي الزعابي (62 عاماً)، أنه اختار دراسة علم الاجتماع إشباعاً لميوله للخدمة الاجتماعية وتنظيم الفعاليات الموجهة لأهداف وطنية، تغرس حب الوطن وتعزز قيم الانتماء والولاء في نفوس الطلبة. يروي الزعابي مسيرته التربوية قائلاً: “تخرجت في مدرسة رأس الخيمة الثانوية عام 1981، ودخلت جامعة الإمارات في تخصص علم الاجتماع، فرع الخدمة الاجتماعية. كانت ميولي تتجه إلى هذا التخصص، ودرسته مع مجموعة من أبناء الإمارة، منهم أحمد البغام وسعيد الحولة وجاسم الجلاف، حيث كان عددنا أكثر من 25 طالباً جامعياً، منهم 12 إلى 15 طالباً من مدرسة رأس الخيمة الثانوية.” وعقب التخرج من الجامعة في عام 1986، تم تعيينه أخصائياً اجتماعياً في مدرسة رأس الخيمة الثانوية، حيث كان يدير مهام الخدمة الاجتماعية، ومتابعة الطلاب من ناحية التحصيل الدراسي والسلوك، بالإضافة إلى تنظيم المعسكرات والفعاليات.

دور فاعل في المجتمع

شارك الزعابي في أوبريت “نحن جنودك يا وطن” الذي عُرض في الشارقة بحضور الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مشيراً إلى أهمية هذه الفعاليات في تعزيز الهوية الوطنية. عمل الزعابي على تنظيم أنشطة مختلفة للطلبة، والمشاركة في معسكرات طلابية متعددة. قال: “كان دوري كأخصائي اجتماعي فعالاً، حيث كنت أساعد في تسليط الضوء على مواهب الطلاب وحل مشكلاتهم، كما كان لي تعاون كبير مع أولياء الأمور وشرائح المجتمع.” وفي عام 2022، تقاعد بعد سنوات من الخدمة، وهو يحمل مسمى “مرشد أكاديمي”، يركز على سلوك الطلاب والإرشاد المستمر.

التحديات والتغيرات

استعاد الزعابي نوعية القضايا والمشكلات المتعلقة بالطلبة في الماضي، مشيراً إلى أن فترة الثمانينات والتسعينات كانت أقل تعقيدًا، حيث كانت الهيئة التعليمية متعاونة من أجل مصلحة الطلبة. وأشار إلى أن التأثيرات السلبية التي حدثت على هيبة المعلم وشخصيته في الزمن الحديث، مستحضراً مواقف من طفولته تجسد تلك الهوية القوية للمعلم. ورغم تغير الظروف، فإن الزعابي يعتبر أن الجيل القديم من الآباء كان يدرك مكانة المعلم ودوره الكبير في تشكيل الأجيال.” اختتم حديثه بأن تعزيز شخصية المعلم يقود إلى تخريج أجيال طيبة تسهم في بناء الوطن.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *