مقتنيات النبي محمد في مسجد الحسين
يعتبر مسجد الحسين واحداً من أبرز المزارات الإسلامية في مصر، حيث يضم إلى جانب مقام سيد الشهداء، مجموعة فريدة من آثار النبي محمد، صلى الله عليه وسلم. تشتمل هذه المقتنيات على مكحلة، وقطعة من ثوبي الشريف، وسيف، بالإضافة إلى مصحف يعود إلى عهد الخليفة عثمان بن عفان، مكتوب بخط اليد، وأيضاً خصلة من شعر النبي، وعصا تخصه.
آثار النبي محمد
تشير الكتابات التاريخية إلى أن هذه المقتنيات كانت محفوظة لوقت طويل في بيوت الخلفاء والأمراء. وفي زمن الناصر محمد بن قلاوون، قام تاج الدين محمد بن الصاحب فخر الدين ببناء مسجد خصص لهذه الآثار، وعُرف باسم “رباط الآثار”، وهو ما يُعرف حالياً بـ “جامع أثر النبي” في منطقة مصر القديمة.
استمرت هذه الآثار في مسجد “أثر النبي” منذ عام 1307 م، في ولاية الناصر محمد بن قلاوون، حتى فترة قنصوه الغوري، الذي قام بنقلها إلى مدرسته في مجموعة الغوري. ومع مرور الزمن، انتقلت ما تبقى من هذه المقتنيات إلى مسجد السيدة زينب، ثم إلى قلعة صلاح الدين عام 1859 م، لتُنقل مجدداً إلى قصر عابدين عام 1887 م. وفي عام 1888 م، استقرت هذه الآثار داخل مسجد الحسين، حيث تظل حتى اليوم.
تعتبر هذه المقتنيات شاهداً على التاريخ الإسلامي وتناقله عبر العصور، حيث تحمل في طياتها ذكريات النبي محمد وتعكس جوانب من حياته، مما يجعلها مقصدًا للزوار وأولئك الذين يسعون للبركة والتقرب من التاريخ والدين. إن الاحتفاظ بهذه الآثار في مسجد الحسين يعكس أهمية المكان ودوره في إحياء الذكرى النبوية ومكانتها في قلوب المسلمين.
اترك تعليقاً