هبوط أسعار النفط بعد زيادة الإنتاج
انخفضت أسعار النفط بحوالي 50 سنتاً للبرميل يوم أمس، في أعقاب قرار دول بارزة في تحالف “أوبك+” بزيادة ملحوظة في الإنتاج بدءاً من شهر آب المقبل. بحلول الساعة 12:50 بتوقيت غرينتش، بلغ سعر خام برنت 68.3 دولار للبرميل، بتراجع قدره 50 سنتاً، ما يمثل انخفاضاً بنسبة 0.73%. كما انخفض خام غرب تكساس الوسيط 51 سنتاً، أو بنسبة 0.76%، ليصل إلى 66.49 دولار للبرميل.
تخفيضات جديدة في الإنتاج
أعلنت كل من المملكة العربية السعودية وروسيا بالإضافة إلى ستة دول رئيسية أخرى ضمن تحالف “أوبك+”، عن نواياها لزيادة إنتاج النفط بمقدار 548 ألف برميل يومياً اعتباراً من آب. وقد كان المحللون يتوقعون زيادة أقل قدرها 411 ألف برميل يومياً مثل تلك التي تم الإعلان عنها في الأشهر الثلاثة السابقة. وأفادت المجموعة في بيانها بأن “الأسس الاقتصادية العالمية المستقرة وتراجع مخزونات النفط” ساهمت في اتخاذ القرار بزيادة الإنتاج.
في تعليقه على هذه المتغيرات، أشار خورخي ليون، المحلل في “ريستاد إينرجي”، إلى أن هذه الزيادة جاءت أعلى من المتوقع، وأنها تعكس تحول “أوبك+” نحو استراتيجية تركز على الحفاظ على حصتها السوقية بدلاً من مجرد دعم الأسعار. كما تساءل عن مدى قدرة السوق على استيعاب هذه الزيادة في ظل استمرار الطلب العالمي.
وفي سياق التحليلات، اعتبر المحلل في “يو بي إس”، جوفاني ستونوفو، أن استمرار كازاخستان والعراق في زيادة إنتاجهما عن الحصة المحددة يمثل عاملاً مهماً يؤثر على قرار تخفيض الإنتاج. يتزامن اجتماع “أوبك+” مع ظروف جيوسياسية معقدة، بعد صراعات الدكتورات بين إيران وإسرائيل خلال يونيو، والتي أدت إلى ارتفاع مؤقت في أسعار النفط.
منذ نهاية عام 2022، كانت دول منظمة الدول المصدرة للنفط وحلفائها تخفض إنتاجها في محاولة لدعم الأسعار، إلا أن المفاجآت التي جاءت من بعض الدول الأعضاء بقيادة السعودية زادت من تعقيد الأوضاع، مما أدى بدوره إلى هبوط حاد في الأسعار، لتتراوح الأسعار حالياً بين 65 و70 دولاراً للبرميل.
قد تكون هذه الخطوة محاولة من السعودية المتأثرة بشكل كبير بتوجهات السوق، للضغط على الأعضاء المتلكئين في الالتزام بمعدلات الإنتاج المتفق عليها، الأمر الذي قد يقلل من الأرباح المتوقع تحقيقها نتيجة لانخفاض الأسعار. وتشير التقديرات إلى أن إنتاج التحالف زاد بواقع 200 ألف برميل يومياً في مايو، بالرغم من زيادة الحصص.
اترك تعليقاً