ظاهرة عبد الرزاق حمدالله في الدوري السعودي
منذ وصول المهاجم المغربي عبد الرزاق حمدالله إلى المملكة، لم يكن مجرد لاعب عابر، بل أصبح أيقونة كروية استثنائية. سجله المذهل من الأهداف ورقم قياسي لم يسبقه إليه أي مهاجم في تاريخ الدوري السعودي للمحترفين جعله واحداً من أبرز المهاجمين في هذه البطولة. إن مساهماته الفعالة في المباريات لم تقتصر على الأهداف فقط، بل أيضاً على التأثير الكبير الذي أحدثه في الفرق التي لعب لها.
مسيرة احترافية استثنائية
تجربة حمدالله لم تكن مجرد رحلة رياضية، بل كانت قصة ملهمة للشغف والاحترافية. انطلقت مسيرته في الدوري السعودي بنجاح ملفت مع نادي النصر في صيف 2018 بعد انتقاله من الريان القطري. منذ ذلك الحين، أثبت وجوده كواحد من أفضل المهاجمين، حيث سجل 115 هدفًا في 109 مباراة، وتوج بلقب هداف الدوري مرتين. في عام 2020، حقق إنجازاً غير مسبوق بعد أن سجل 57 هدفًا، متفوقًا على العديد من نجوم كرة القدم العالميين.
بعد فترة مثيرة مع النصر، انتقل إلى الاتحاد في يناير 2022. حقق هناك نتائج رائعة، إذ سجل 67 هدفًا في 84 مباراة، مما ساهم بشكل كبير في عودة الفريق إلى المنافسة القوية. خلال فترة وجوده مع الاتحاد، لعب دوراً أساسياً في تحقيق الفريق للقب كأس خادم الحرمين الشريفين.
إلا أن الأحداث لم تسير بشكل سلس بعد وصول النجم الفرنسي كريم بنزيما، مما أدى إلى توتر العلاقة بين حمدالله والنادي وانتهت بإجراءات الاستغناء عن خدماته. سرعان ما انتقل إلى الشباب في صيف 2024، حيث تمكن من إثبات نفسه مرة أخرى بتسجيل 24 هدفًا في 30 مباراة فقط، مما زاد من طلب الهلال لخدماته.
في عام 2025، انتقل حمدالله إلى الهلال على سبيل الإعارة للمشاركة في كأس العالم للأندية. كان هذا الانتقال نقطة تحول جديدة في مسيرته، حيث أصبح أول لاعب في التاريخ يرتدي قمصان الأندية الأربعة الكبرى في السعودية.
عبدالرزاق حمدالله ليس مجرد مهاجم بل هو ظاهرة تركت تأثيراً عميقاً في تاريخ الدوري السعودي. نجاحاته مع الأندية التي لعب لها، وقدرته على التكيف والتألق في مختلف الأوضاع، وضعته في مكانة رفيعة بقلوب الجماهير وذاكرة كرة القدم في المملكة.
اترك تعليقاً