مستقبل السيارات الكهربائية في المملكة العربية السعودية
تشير التقارير إلى أن السيارات الكهربائية تمثل حاليًا حوالي 1% فقط من إجمالي مبيعات السيارات في المملكة العربية السعودية. تُظهر الأبحاث أن سوق السيارات العالمي شهد نموًا ملحوظًا، حيث كانت نحو 18% من جميع المبيعات سيارات كهربائية وهجينة في عام 2023. تعد شركة EVIQ، المتخصصة في تطوير بنية تحتية لشحن السيارات الكهربائية، رائدة في هذا التحول في السعودية، حيث أنشئت كمشروع مشترك بين صندوق الاستثمارات العامة والشركة السعودية للكهرباء. حتى نهاية عام 2023، كان هناك حوالي 285 محطة شحن عامة، معظمها شواحن بطيئة، مع خطط طموحة لتوسيع هذه الشبكة.
نمو سوق السيارات الكهربائية
تفتتح EVIQ محطات شحن سريعة، حيث أطلقت أول محطة لها في العاصمة الرياض في يناير 2024. وتعتزم الشركة تركيب 5000 شاحن سريع في 1000 موقع بحلول عام 2030. وأكد محمد قزاز، الرئيس التنفيذي للشركة، أن تحسين البنية التحتية يعد عاملًا حاسمًا لجذب المستهلكين لشراء السيارات الكهربائية. ومع ذلك، يُعزى بطء انتشار السيارات الكهربائية في السعودية إلى عدة عوامل، منها الأسعار المرتفعة التي تتجاوز 65,000 دولار لستين بالمئة من الموديلات، بالإضافة إلى دعم أسعار الوقود.
تُظهر الأبحاث أن درجات الحرارة المرتفعة في موسمي الصيف تؤثر أيضًا على أداء بطاريات السيارات الكهربائية، مما يجعل يتعين على الحكومة اتخاذ المزيد من الخطوات لتقليل الاعتماد على النفط. تشكل عائدات النفط حوالي 60% من الإيرادات الحكومية، لذا تعمل المملكة على تقليل انبعاثات الكربون وزيادة الاعتماد على السيارات الكهربائية. تهدف المملكة إلى أن تمثل السيارات الكهربائية 30% من إجمالي المركبات في العاصمة بحلول عام 2030.
تسعى المملكة إلى بناء بنية صناعية متكاملة حول السيارات الكهربائية، بما في ذلك خطط لتصبح مركزًا لتصنيعها. صندوق الاستثمارات العامة يعد المستثمر الرئيسي في شركة لوسيد الأمريكية، التي افتتحت أول مصنع لها في السعودية، كما تخطط شركة CEER لإنتاج أول سيارة كهربائية محلية بحلول عام 2026. شركات مثل BYD وتسلا دخلت السوق السعودية، ما يُتوقع أن يسهل من أسعار السيارات الكهربائية.
على الرغم من أن أكثر من 40% من السعوديين يفكرون في شراء سيارة كهربائية في السنوات المقبلة، إلا أن التحديات لا تزال قائمة، مثل قلة محطات الشحن. يعمل صندوق الاستثمارات العامة على زيادة عدد المحطات في مختلف المناطق، بما في ذلك المدن الصغيرة. إذا تم تقديم حوافز مالية من الحكومة، مثل الإعفاء من ضريبة القيمة المضافة ودعم شحن السيارات، فقد تشهد المملكة تسارعًا في اعتماد السيارات الكهربائية.
اترك تعليقاً