الضغوط الأمريكية تضع أوروبا في زاوية حرجة.. الملف النووي الإيراني يعود إلى الغموض

تتزايد المخاوف الأوروبية جراء الضربات الأمريكية ضد البرنامج النووي الإيراني، إذ يشعر المسؤولون في القارة العجوز أن هذه الضربات قد تمنح طهران دافعًا جديدًا لتطوير سلاح نووي في الظل. وبينما تسعى الدول الأوروبية إلى التوصل إلى اتفاق يحد من الأنشطة النووية الإيرانية، تخشى هذه الدول أن تكون الضربات قد دمرت فرصة التوصل إلى اتفاق قريب.

دبلوماسية أوروبا في مأزق

تقول التقارير الأوروبية الأولية إن الضربات الأمريكية أسفرت عن إعاقة كبيرة للبرنامج النووي الإيراني، لكنها لم تؤدِ إلى إلغائه كما ادعى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. وعلى الرغم من هذا التقييم، يحذر المسؤولون الأوروبيون من أن تكثيف الضغوط قد يخلق بيئة محفزة لطهران لاستمرار جهودها في السعي للحصول على الأسلحة النووية سرًا.

الجهود الدبلوماسية والمخاطر المتزايدة

يسعى المسؤولون في أوروبا إلى استئناف الحوار مع إيران اعتقادًا منهم أنه السبيل الوحيد للحصول على فهم شامل لأنشطة طهران النووية. لكن الضغوط الجديدة الناتجة عن الهجمات التي شنتها إسرائيل والولايات المتحدة قد تجعل من الصعب استئناف المفاوضات، حيث يعتبر السياسيون في طهران أن تطوير القدرة على صناعة القنبلة النووية هو أفضل رادع ضد الهجمات الخارجية.

في الأثناء، أبدى ترامب نية عدم تقديم أي تنازلات لإيران، مؤكدًا أنه لم يتعامل مع طهران منذ استهداف المنشآت النووية. بينما لا يزال هناك أمل ضئيل في العودة إلى طاولة المفاوضات، فإن تقارير عديدة تشير إلى أن الضغوط الاقتصادية قد تكون حافزًا لإيران في قبول اتفاق مستقبلي. ومع ذلك، فإن القادة الأوروبيين يدركون أنهم غير قادرين على تقديم ضمانات بأن الولايات المتحدة أو إسرائيل لن تهاجما مجددًا.

عبر الزمن، أصبحت التحديات أكبر، ففشل الدبلوماسية الأوروبية قد يقود إلى هدر الفرص المحتملة للتفاوض. كما أن الضغوط العسكرية قد تفضي إلى مزيد من التعقيد للأوضاع، ما يجعل إيران أكثر تشددًا في مواقفها. وفي سياق متصل، يؤكد الدبلوماسيون الأوروبيون أن توضيح الموقف الإيراني وإعادة بناء الثقة بين الأطراف ستكون خطوات صعبة المنال.

تشير التصريحات الأخيرة من قادة إيران إلى تزايد الشكوك بشأن إمكانية استئناف المفاوضات بسرعة، حيث تحتاج طهران إلى مزيد من الوقت لتقييم الوضع وضمان عدم وجود تهديدات جديدة. بيد أن الأمل في إنهاء النزاع النووي يبقى متوقفًا على مدى شجاعة الأطراف في تجاوز العراقيل الحالية واستئناف الحوار من جديد.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

More posts