بعد الإمارات، السعودية تفتتح أول نظام دفاع جوي متطور من طراز “ثاد”

منظومة الدفاع الصاروخي “ثاد” تترسخ في السعودية

دشّنت قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي أول بطارية من نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي المتقدم “ثاد” (THAAD) في 2 يوليو 2025، بعد إتمام كافة اختبارات التشغيل وتفعيل النظام وبدء التدريب الميداني داخل المملكة. أقيم حفل التدشين في معهد قوات الدفاع الجوي بمدينة جدة، ويأتي هذا الإجراء في إطار صفقة تسليح مع الولايات المتحدة تُقدر قيمتها بـ 15 مليار دولار، تشمل سبع بطاريات، كل واحدة مزودة برادار وست منصات إطلاق ومحطتين تكتيكيتين متنقلتين، بالإضافة إلى 360 صاروخًا اعتراضيًا.

تفعيل نظام الدفاع الصاروخي في السعودية

تحركت السعودية لتفعيل هذه المنظومة في أعقاب صراع استمر 12 يومًا بين إيران وإسرائيل والولايات المتحدة، والذي شهد توجيه صواريخ إيرانية إلى قطر خلال الليلة الأخيرة من النزاع. يعتبر قرار الرياض نشر المنظومة الحديثة بمثابة استجابة فورية للتهديدات المتزايدة في منطقة الخليج. بذلك، تكون السعودية ثاني دولة خليجية تُنشر فيها منظومة “ثاد” بعد الإمارات التي دخلت حيز الخدمة فيها بطاريتان منذ عام 2016.

تشير التوقعات إلى أن قطر ستصبح ثالث دولة في المنطقة تستعمل هذه المنظومة، بعد توقيعها اتفاقية للحصول عليها ضمن صفقة تسليح أمريكية ضخمة تناهز قيمتها 42 مليار دولار، والتي تم إبرامها في مايو 2025. من جهة أخرى، هناك بطاريات “ثاد” أمريكية منتشرة في إسرائيل، وقد لعبت دورًا في التصدي للهجمات الصاروخية الإيرانية خلال عام 2024، مما يدل على دور هذه المنظومة في تعزيز الأمن الإقليمي.

منظومة “ثاد” التي تم تطويرها من قبل شركة “لوكهيد مارتن” تعمل على تطوير أنظمة الصواريخ والتحكم في النيران. تتميز هذه المنظومة بقدرتها على اعتراض وتدمير الصواريخ الباليستية، سواء القصيرة أو المتوسطة أو المتوسطة إلى بعيدة المدى خلال المرحلة النهائية من الطيران باستخدام تقنية “الضرب للقتل”. تعتمد الصواريخ في هذه المنظومة على القوة الميكانيكية للضربة بدلاً من حمل رؤوس حربية، ما يجعلها فعّالة وموثوقة. يُقدَّر مدى عمل النظام بحدود 200 كيلومتر، حيث يمكنه اعتراض الأهداف على ارتفاع يصل إلى 150 كيلومترًا، مما يوفر طبقة دفاعية متقدمة تفوق تلك التي توفرها منظومة باتريوت PAC-3، وبالتالي تسهم في الرد على التهديدات التي قد تحمل أسلحة دمار شامل.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

More posts