حققت السياحة السعودية نتائج إيجابية متميزة خلال الربع الأول من عام 2025، وفقًا لأحدث البيانات الصادرة عن الهيئة العامة للإحصاء السعودية. تشير الإحصائيات الجديدة إلى استمرار النمو في قطاع الضيافة والسياحة، مما يعكس نجاح الاستراتيجيات المتبعة في إطار رؤية السعودية 2030 لتنويع الاقتصاد وتعزيز القطاع السياحي كأحد الركائز الأساسية للنمو الاقتصادي المستدام.
نتائج إيجابية في قطاع الضيافة
شهدت الفنادق السعودية تحسنًا ملحوظًا في معدلات الإشغال خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، حيث بلغ معدل إشغال الغرف الفندقية 63% مقارنة بـ 60.9% في الفترة المماثلة من العام السابق. هذا التحسن البالغ 2.1 نقطة مئوية يعكس زيادة الطلب على الخدمات الفندقية وتحسن مستوى الثقة في القطاع السياحي السعودي. بالمقابل، واجهت الشقق المخدومة ومرافق الضيافة البديلة تحديًا مختلفًا، حيث انخفض معدل الإشغال إلى 50.7%، مقارنة بـ 54.5% في الربع الأول من 2024، مسجلة تراجعًا بنسبة 3.8 نقطة مئوية.
توسع ملحوظ في البنية التحتية السياحية
شهد القطاع السياحي السعودي تطورًا هائلًا في البنية التحتية، إذ ارتفع العدد الإجمالي للمرافق السياحية المرخصة بنسبة قياسية بلغت 78%، ليصل إلى 4,988 مرفقًا سياحيًا بنهاية الربع الأول من 2025. تتضمن هذه المرافق 2,414 فندقًا و2,574 شقة مخدومة، محققة نموًا بنسبة 67.5% في أعداد الفنادق و89.1% في أعداد الشقق المخدومة مقارنة بالعام الماضي. هذا التنوع يؤكد على تلبية احتياجات مختلف شرائح المسافرين.
على صعيد التسعير، شهدت أسعار الإقامة الفندقية تراجعًا طفيفًا، حيث انخفض متوسط السعر اليومي للغرفة الفندقية إلى 477 ريالًا سعوديًا، بتراجع نسبته 3.4% عن 494 ريالًا المسجلة في الربع الأول من 2024. بينما ارتفعت أسعار الشقق المخدومة، حيث بلغ متوسط السعر اليومي للغرفة 209 ريالات بزيادة 7.2%.
حافظت الفنادق السعودية على متوسط مدة إقامة مستقر عند 4.1 ليلة دون تغيير عن العام السابق، مما يشير إلى استقرار أنماط السفر والإقامة. بينما شهدت الشقق المخدومة انخفاضًا طفيفًا في متوسط مدة الإقامة من 2.2 ليلة إلى 2.1 ليلة.
زيادة عدد العاملين في الأنشطة السياحية يعكس التحسين المستمر، حيث بلغ إجمالي العاملين 983,253 عاملًا بنمو 4.1% مقارنة بالعام السابق. بينما يمثل السعوديون 24.8% من إجمالي العاملين في القطاع السياحي، مع هيمنة الذكور بنسبة 86.8%.
رغم النمو المطلق في عدد العاملين، انخفضت نسبة مساهمتهم في الاقتصاد إلى 5.4% مقارنة بـ 5.7% في الربع الأول من 2024. كما تراجعت نسبة العاملين في السياحة من إجمالي القطاع الخاص من 8.7% إلى 8.1%.
تظهر هذه النتائج الإيجابية للربع الأول من 2025 أن السياحة السعودية تسير في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق الأهداف الطموحة المحددة في رؤية 2030، مع استمرار الاستثمار في البنية التحتية وتطوير الخدمات السياحية لتلبية متطلبات السائحين المحليين والدوليين.
اترك تعليقاً