في كافة المحافل الدولية، يرتفع صوت الإمارات دائماً داعياً للسلام وتوفير الأمن والاستقرار للشعوب، لتنطلق نحو البناء والتعمير وتحقيق التنمية والحياة الكريمة للجميع، خاصة في المناطق التي تشهد حروباً ونزاعات، وكذلك تلك التي تعاني هشاشة في الأوضاع الاقتصادية والبنى التحتية ومسارات التنمية فيها. وإلى جانب دعواتها ومشاركاتها في المحافل والمنصات الدولية التي تجمع الحكومات، تحرص الإمارات على الانخراط بفعالية في الملتقيات الخاصة بالمنظمات والمؤسسات العالمية الداعمة لجهود السلام، والارتقاء بالإنسان وتنميته وتلبية احتياجاته التنموية والمعيشية. ولعل أحدث تلك المشاركات، مشاركة مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي ومنتدى أبوظبي للسِّلم في النسخة الثالثة من «المائدة المستديرة للسلام» التي نظّمتها المنظمة الدولية «أديان من أجل السلام» و«منظمة أديان من أجل السلام – اليابان»، بالتعاون مع «تحالف الحضارات» التابع للأمم المتحدة، في العاصمة اليابانية طوكيو، والتي اختُتمت أمس الأول (الخميس).
السلام في الإمارات
وقد أكّد معالي العلّامة الشيخ عبدالله بن بيّه، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي ورئيس منتدى أبوظبي للسِّلم، في كلمته المرئية المسجّلة للمشاركين، أن الاجتماع يأتي في وقتٍ تزداد فيه الحاجة إلى السِّلم والعافية، لافتاً إلى تعدد التحديات التي تواجه البشرية اليوم، من الحروب والنزاعات إلى الأزمات البيئية، والأوبئة، والمجاعات، وصولاً إلى الحاجة الملحّة لإدماج الأطر الأخلاقية في تقنيات الذكاء الاصطناعي. وشدّد معاليه على أن الطريق إلى السلام لا يكون عبر سباق التسلّح، بل عبر استعادة الثقة وبناء جسور التعاون، وتخفيض التسلح، الذي كان حلم البشرية إلى وقت قريب. وقال إن منتدى أبوظبي للسِّلم لا ينظر إلى السلام بوصفه خياراً ثانوياً، بل يعتبره ضرورة حضارية وقيمة أخلاقية عليا، تُجسّد جوهر الدين وغايته النبيلة. وختم معاليه بالتأكيد على أن مواجهة تحديات عصرنا الراهن تتطلب إحياء قيم التعايش والتسامح والتضامن، في مواجهة خطاب الكراهية.
التعايش والحوار
وفي ذات الإطار، جاءت مشاركة الملتقى في الاجتماع الذي نظّمه ديفيد سميث، عضو البرلمان البريطاني عن حزب العمال والمبعوث الخاص للمملكة المتحدة لحرية الدين أو المعتقد، والذي أشاد بدور الإمارات الريادي في تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات. وقد أكّد ملتقى أبوظبي للسِّلم أن مشاركته تأتي في سياق العناية المهمّة التي يوليها لقضايا الحريات الدينية، وفق رؤية الإمارات، وضمن شراكاتها العالمية الواسعة. إنها رسالة الإمارات للعالم بأن مستقبل البشرية يمر عبر السلام، مفتاح الاستقرار وتنمية الإنسان.
اترك تعليقاً