صحيفة الأيام: وقف الحرب في غزة يأتي قبل التطبيع في أولوياتنا

وقف إطلاق النار في غزة

قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، في تصريح له يوم الجمعة، إن الغرض الأساسي الآن هو السعي نحو التوصل إلى وقف لإطلاق نار دائم في غزة. جاءت هذه التصريحات استجابةً لاستفسار حول إمكانية تطبيع العلاقات مع إسرائيل، مما يعكس أن ما يهم السعودية هو إنهاء النزاع والتوصل إلى اتفاق يخفف معاناة المدنيين ويؤمن دخول المساعدات. وأكد أنه لا يمكن الحديث عن التطبيع في ظل استمرار الحرب.

هدنة دائمة في القطاع

يتزامن كلام الأمير فيصل مع تزايد الحديث عن قبول كل من إسرائيل وحماس لمبادرة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن وقف الاشتباكات بشكل مرحلي، بهدف إطلاق سراح الرهائن وتخفيف معاناة السكان. بينما يؤكد ترامب أن الإسرائيليين قد تجاوبوا مع المبادرة، إلا أن حماس لا تزال مترددة في القبول، وتقوم بالتشاور مع فصائل مختلفة، مما يثير تساؤلات حول ما إذا كان الهدف هو الإقناع بالمبادرة بالنقاط الحد الأدنى من المكاسب، أم استخدام التشاور كذريعة لرفضها.

سعت السعودية جاهدة لإقناع الأمريكيين بضرورة الدفع نحو التهدئة في غزة. إذ إن استمرار القصف الإسرائيلي ومقتل المدنيين يومياً أثناء سعيهم للحصول على المساعدات يولد رأيا عاما عربيا وإسلاميا غاضبا، تجاه تعنت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعدم اكتراثه بأرواح الفلسطينيين أو القانون الدولي. جدير بالذكر أن القصف يستهدف مدنيين لا يحملون أي سلاح، بل يسعون فقط إلى تأمين احتياجاتهم الأساسية.

ويشير المراقبون إلى أن استمرار الوضع الراهن ليس في صالح الولايات المتحدة ولا دول المنطقة، ويتطلب البحث عن حل نهائي من خلال وقف عاجل لإطلاق النار، حيث يتم فيه إطلاق سراح الرهائن، ويُمكن الفلسطينيين من الحصول على الأمن والتنقل للحصول على المساعدات، مما يتيح للمنظمات الإنسانية التحرك بسرعة للاستجابة للأزمات.

وعلى الرغم من استناد ترامب إلى دعم إسرائيل في صراعها مع حماس، إلا أنه يسعى للضغط نحو وقف إطلاق النار. وقد أُشير إلى أن استقبال الرئيس الأمريكي لوزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان في واشنطن قد يكون مرتبطًا بشكل كبير بهذا الملف، بالإضافة إلى الاستمرار في خفض التوترات في المنطقة، بما في ذلك العلاقات مع إيران.

أكدت شبكة “فوكس نيوز” أن المحادثات تركزت على إنهاء النزاع في غزة والتفاوض على الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المتبقين، مع ضرورة العمل نحو تحقيق سلام شامل في الشرق الأوسط.

تسعى السعودية إلى تقليل التوترات في المنطقة، بما في ذلك في غزة وإيران، ما يساهم في خلق مناخ للسلام الحقيقي، الذي يمكن أن يتيح فرص التطبيع الاستراتيجي للجميع، بما في ذلك إسرائيل والولايات المتحدة، دون الرجوع إلى تطبيع شكلي لا يتطرق إلى القضايا الجوهرية للمعادلة.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *