تحديات اليمن وآماله في دعم التحالف العربي
نتوجه برسالتنا هذه إلى قادة التحالف العربي والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، من أعماق قلوبنا كأهل من اليمن، مشبعين بالألم والأسى، ولكننا نؤمن أيضاً بأن هناك مكانة كبيرة لدينا لتقدير ما قدمتموه لهذا البلد وأهله في أوقات عصيبة. عندما انطلق التحالف العربي في اليمن عام 2015، كان لنا الأمل في أن يؤدي دعمكم إلى استعادة التوازن المفقود واسترجاع الدولة بدلاً من الانقلاب، لنصل إلى يمن جديد مزدهر ومستقر. كانت آمالنا وأحلامنا كبيرة.
لكن مع مرور الوقت، تبدلت الأمور، وأصبح الوضع أكثر تعقيداً. لم يعد من السهل على المواطن اليمني العادي أن يفهم ما يحدث. تداخلت المصالح وتباينت السياسات، وتحولت الأماني إلى خيبات. بدأنا نتساءل: أين وعدكم بالإنقاذ؟ ولماذا يتحول المسار إلى ما هو مخالف لأحلامنا؟
واقع اليمن والأخطاء التي تحتاج لتصحيح
الواقع الحالي يثير الكثير من القلق. لا نعتقد أنه ناتج عن سوء نية، بل هو نتيجة اختلالات واضحة في الرؤية والتنظيم وفهم تعقيدات الوضع اليمني. نحن نواجه إنهيار اقتصادي غير مسبوق، وتدهور في الخدمات، وانهيارات في الجبهات الوطنية الممثلة للأمة، بالإضافة إلى تنوع المليشيات المسلحة. كل ذلك يحدث في غياب مشروع دولة واضح يتبناه التحالف.
لا نكتب لنهاجم أو نلوم، بل لنخطو خطوة نحو التغيير. هناك أخطاء فادحة تحتاج إلى التصحيح، فالسكوت عنها يعادل خيانة لدماء الشهداء وتفريطاً في حقوق الأجيال القادمة. من الضروري على التحالف أن يقوم بمراجعة شاملة لاستراتيجيته في اليمن. لا يمكن أن يتجه الدعم الموجه لمؤسسات الدولة ليصبح متساوٍ معها، أو بديلاً عنها في بعض المناطق.
كما نرى بأسف أن اليمن أصبح هدفًا لصراعات داخلية تُدار أحياناً بواسطة قوى خارجية، وكأن الشعب اليمني ليس إلا ورقة في لعبة المفاوضات. نطرح سؤالاً: أين القيادات اليمنية الناضجة التي كان من المتوقع أن تكون نافذة تحالفكم؟ هل تم تهميش تلك الأصوات أو ترك الساحة لمن لا يمتلك الرؤية الكافية؟ نحث على إعادة النظر فيمن يتم الاستماع إليهم، فليس كل صوت يعبر عن ضمير هذا الشعب.
نستمر في معاناتنا في وطننا، الذي يحتاج إلى شراكة حقيقية، يحتاج إلى عدل وسلام حقيقي، ويريد أن يشعر بالدعم لا كأداة قمع بل كعامل بناء. نحن لا نطلب فقط قليلًا من المساعدة، بل نريد أن نكون شركاء حقيقيين في مستقبلنا. نأمل أن تعودوا لرسم مسار صحي ومفيد لمستقبل اليمن واستقراره، بعيداً عن الالتباسات الحالية، من أجل سعادة الشعب وكرامته.
اترك تعليقاً