بعد تعليق إيران تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يبرز تساؤل ملح حول إمكانية عودة الصراع. تجد إيران نفسها أمام خيارات صعبة تتراوح بين التصعيد أو الانخراط في مفاوضات معقدة. تتزامن هذه الأوضاع مع تبادل الضغوط بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وهو ما يبقي المنطقة تحت وطأة مناخ مشحون بالتوتر والغموض.
تصعيد أم مفاوضات؟
مع تزايد الضغوطات العسكرية وظهور تهديدات جديدة، تبدو خيارات إيران محدودة ومكلفة. تعتمد على الوقت والتأجيل، لكن ذلك قد يكون مجازفة في ظل رئاسة ترامب، الذي يتبع أسلوبًا هجوميًا بدلاً من الضغط التدريجي. تضع إيران شروطًا واضحة قبل الانخراط في أي حوار، حيث تشترط ضمانات بعدم تكرار الهجمات عليها.
التحديات الإيرانية
في المقابل، تضع الولايات المتحدة شروطًا بأهمية أن تكون إيران غير مشروطة، وتأتي بنوايا واضحة لإنهاء برنامجها النووي. يعد مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في طهران، مصدق بور، أن المفاوضات ممكنة ولكن تحت ظروف معينة، حيث ترفض إيران الحوار تحت ضغط تهديدات عسكرية. تركز طهران على ضرورة أن تضمن الأمن قبل الدخول في أية مفاوضات جديدة، معتبرةً أن إسرائيل غير جاهزة لخوض مواجهة عسكرية على جبهات متعددة. يعتبر بور أن إيران قد نجحت في إعادة “توازن الرعب” مع إسرائيل من خلال عمليات انتقامية محدودة، موضحًا أن إيران ليست في صدد تصعيد شامل، لكنها سترد إذا تكررت الهجمات.
تسعى الولايات المتحدة لتجنب تصعيد الأوضاع. ومن ثم، تمثل المباحثات بشأن الأسلحة الأمريكية لإسرائيل خطوة قد تعزز من قدرة تل أبيب على التصرف بشكل مستقل في حال تجاوزت إيران مجددًا. تسعى واشنطن إلى تأكيد عدم السماح لإيران بامتلاك أسلحة نووية، وهو ما يتم التطرق إليه ضمن القوانين المقترحة.
في نفس الإطار، أثارت التقارير الأخيرة قلق الخبراء حول منشآت إيران النووية الجديدة. تشير التقارير إلى موقع “جبل الفأس” الذي يُشاع أنه يستخدم لتسهيل إنتاج اليورانيوم المخصب. يُعتقد أن هذا الموقع يحتوي على تحصينات أكبر وعمق أكبر مقارنةً بمنشأة فوردو، وبفضل هذا الموقع، قد تكون إيران قادرة على تكثيف جهودها النووية بشكل سري وفعال.
اترك تعليقاً