اختراع سعودي يحقق زيادة ملحوظة في الإنتاج بنسبة 12.9% ويحدث ثورة في مجال الطاقة الشمسية

تعزيز كفاءة الطاقة الشمسية من خلال الابتكار

في ظل الضغط المتزايد لتطوير مصادر الطاقة المتجددة، تواصل المملكة العربية السعودية الابتكار في مجال الطاقة الشمسية لتعزيز كفاءة الخلايا الشمسية والتقليل من تكاليف تشغيلها وصيانتها. وقد أظهرت الأبحاث التي قامت بها جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية “كاوست” ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية “كاكست” أن الابتكارات الحديثة يمكن أن تؤدي إلى تحسين إنتاج الكهرباء من الألواح الشمسية وزيادة فعاليتها. تمثل هذه الابتكارات بارقة أمل لتحقيق أهداف المملكة في مجال الطاقة النظيفة، خاصة مع التوجه نحو الحياد الصفري للانبعاثات بحلول عام 2060.

تحسين فعالية الطاقة الشمسية

تستمر السعودية في اتخاذ خطوات جادة لمواجهة التحديات المتعلقة بكفاءة الخلايا الشمسية من خلال حلول علمية مبتكرة. ومن بين هذه الحلول تطوير مادة مركبة جديدة تعمل على تحسين أداء الألواح الشمسية. وأفادت دراسات أن الألواح الشمسية التقليدية يمكنها تحويل حوالي 20% فقط من ضوء الشمس إلى كهرباء، حيث يتسبب الجزء الأكبر في إحداث حرارة تؤثر سلبًا على كفاءتها وتقصّر من عمرها، مما يزيد من تكاليف الصيانة.

في إطار هذه الجهود، تمكن فريق من الباحثين في كاوست من تطوير مادة مركبة تستطيع امتصاص رطوبة الهواء ليلاً وإطلاقها خلال النهار، مما يساهم في تبريد الألواح الشمسية بدون الحاجة لاستخدام الكهرباء. وقد بينت التجارب أن هذه الابتكارات يمكن أن تزيد من إنتاج الخلايا الشمسية بنسبة 12.9% وتخفض تكاليف توليد الكهرباء بنسبة 18%.

على صعيد آخر، حقق المبتكر السعودي عمر حامد الرشيدي تقدمًا ملحوظًا من خلال تطوير سائل نانوي مبتكر يمكن أن يزيد كفاءة الألواح الشمسية الموضوعة في ظروف حرارة مرتفعة بنسبة تصل إلى 17.5%.

ويؤكد الباحثون في هذا المجال على أهمية الابتكار كعنصر أساسي في تحقيق التقدم، حيث يُنظر إلى الطاقة الشمسية على أنها الخيار الاستراتيجي الأمثل لتنويع مصادر الطاقة في المنطقة، نظراً للاحتياج المتزايد لمشاريع الطاقة المتجددة.

سوق الطاقة الشمسية المتنامي في السعودية

تشهد سوق الألواح الشمسية في السعودية نمواً ملحوظاً بفضل رؤية 2030، التي تهدف إلى تقليل الاعتماد على النفط وزيادة حصص الطاقة المتجددة. يُتوقع أن يصل حجم السوق إلى حوالي 929 مليون دولار بحلول عام 2030 بمعدل نمو سنوي يتجاوز 17%. يعتبر الدعم الحكومي والاستثمار الأجنبي من العوامل الرئيسية التي تساهم في هذا النمو.

ومع وجود مشاريع استراتيجية مثل محطات سكاكا وسدير ومشروع الشعيبة، تسعى المملكة إلى تعزيز قدراتها في إنتاج الطاقة المتجددة. بالإضافة إلى ذلك، تم عقد شراكات تهدف إلى تقليل الاعتماد على الواردات من خلال توطين صناعة الألواح الشمسية.

مع توجه السعودية نحو إضافة 50 غيغاواط من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، تبقى التحديات قائمة، بما في ذلك طبيعة إنتاج الطاقة الشمسية المتقطعة وندرة المياه، مما يحتم الحاجة إلى تقنيات ودعم بنية تحتية فعالة. تعد الابتكارات المستمرة بمثابة الباب لتحقيق الاستدامة الطموحة في قطاع الطاقة والبيئة.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *