عكاظ تسلط الضوء على جهود التوطين في السعودية

توطين مهن الصيدلة في السعودية

تدخل إجراءات توطين مهن الصيدلة في المملكة العربية السعودية حيّز التنفيذ بشكل فعلي اعتباراً من الـ27 من يوليو، وذلك بناءً على القرار الوزاري المعتمد من وزارة الموارد البشرية بالتعاون مع وزارة الصحة. يُمثل هذا القرار خطوة نوعية في سبيل تعزيز دور الكوادر الوطنية في أحد أهم قطاعات المنظومة الصحية.

تفعيل مهن الصيدلة

يستهدف هذا القرار المنشآت التي يعمل بها خمسة صيادلة أو أكثر، حيث يتم تحديد نسب التوطين الإلزامية وفقاً لنوع النشاط: 35% للصيدليات المجتمعية، 65% للمستشفيات، و55% للأنشطة الصيدلانية الأخرى. ويشترط أن يكون الصيدلي السعودي المسجل ضمن هذه النسب متفرغاً ومعتمداً من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية.

يشمل القرار 21 مسمى مهنياً مختلفاً بدقة ضمن التصنيف الوطني الموحد للمهن، ومن بينها: صيدلي، صيدلي رعاية صيدلانية، أخصائي علوم صيدلانية، وغيرهم. وتصنّف هذه المسميات وفقاً لتسجيلها الفعلي في نظام التأمينات الاجتماعية، وليس بناءً على المهام أو الوصف الوظيفي.

يعتمد نظام الاحتساب على ربط آلي بين بيانات التأمينات والهيئة السعودية للتخصصات الصحية، مما يضمن التحقق من الامتثال الفعلي للمنشآت ويتيح تطبيق العقوبات عند وجود أي إهمال. وتوفر الوزارة فترة سماح للمنشآت لإكمال متطلبات التوطين دون التأثير على حقها في الاستفادة من خدمات الوزارة.

يعتبر هذا القرار أحد أدوات إصلاح سوق العمل ورفع كفاءة التشغيل في القطاع الصحي، ويأتي مدعماً ببيانات ميدانية دقيقة تؤكد على اتساع السوق الصيدلاني المحلي وتمكينه من التوطين التدريجي. تشير التقارير الرسمية إلى أن عدد الصيدليات المرخصة في المملكة حتى 23 يوليو 2024م يبلغ حوالي 9,360، مع تسجيل 805 تراخيص جديدة في السبعة أشهر الأولى من العام، مما يوضح نمو القطاع وزيادة فرص العمل.

تتصدر مدينة الرياض قائمة الصيدليات بعدد يصل إلى 3005 صيدليات، تليها جدة بـ1125 صيدلية، ثم المنطقة الشرقية بـ678 صيدلية. بينما تسجل منطقة الجوف أدنى عدد للصيدليات بـ94 فقط، مما يبرز الفجوة الجغرافية في توزيع الخدمات وبالتالي الحاجة إلى التوازن بين توسيع الخدمات وتوطين الكفاءات.

تشير التقارير أيضاً إلى أن عدد الصيدليات المصرح لها ببيع المستحضرات المقيدة يصل إلى 231، بينما المرخصة لبيع الأدوية النفسية تصل إلى 166 صيدلية. وقد شهد عدد الصيدليات المشاركة في خدمة “وصفتي” الإلكترونية تجاوز 2000 صيدلية، مما يدل على تقدم البنية التحتية الرقمية في القطاع وقدرته على استيعاب المزيد من الكفاءات الوطنية.

أستاذ الصيدلة الإكلينيكية الدكتور فهد الشمري يؤكد أن الشباب السعودي يتمتع بمستوى علمي مميز في علوم الصيدلة ولكنه يحتاج إلى مزيد من التمكين داخل المنشآت الصحية. ويضيف أن توطين المهن الصيدلانية لا يقتصر على توفير وظائف بل يستثمر في تحسين الجودة العلاجية والرعاية الدوائية.

المستشار الاقتصادي عيدالعيد يوضح أن تنفيذ نسب التوطين في القطاع الصيدلاني سيوفر ما لا يقل عن 19 ألف وظيفة مباشرة للسعوديين، مشيراً إلى أن حجم سوق الصيدلية يصل إلى نحو 9.6 مليار دولار في 2022. كما يتوقع التقرير ارتفاع السوق الدوائية السعودية إلى نحو 56.6 مليار ريال بحلول 2027.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *