محلل: إجماع سوداني على رفض التدخلات الخارجية لصون مستقبل البلاد

رفض التدخلات الخارجية من أجل مستقبل السودان

قال المحلل السياسي المختص بالشأن السوداني، هشام الدين نورين، إن القوات المسلحة السودانية حققت انتصارًا حيويًا في بداية العام الجاري، عندما تمكنت من هزيمة قوات الدعم السريع واستعادت سيطرتها على القصر الجمهوري في الخرطوم. وقد أشار إلى أن هذا الانتصار جاء تتويجًا لسلسلة من الهزائم التي تعرضت لها قوات “حميدتي”، على الرغم من أن الوضع كان يبدو غير مستقر بعد استعادة السيطرة، حيث بدأت قوات الدعم السريع، رغم هزيمتها، في استخدام الطائرات المسيرة لشن هجمات مكثفة، مستهدفة البنية التحتية الحيوية وأهدافًا عسكرية في مناطق متعددة.

تحديات عسكرية في السودان

في هذا السياق، تداولت منصات التواصل الاجتماعي منشورات تظهر طائرات مسيرة من طراز “FPV”، تم ضبطها في منطقة صالحة “جنوب أم درمان”. كما قامت منصة سودانية متخصصة في الشؤون العسكرية، “القدرات العسكرية السودانية”، بنشر مجموعة من الصور للتقنيات المستخدمة، بالإضافة إلى كتالوج تقني لتشغيل الطائرات الأوروبية.

وأوضح نورين أن وجود هذه الصور أثار الكثير من التساؤلات حول إمكانية دعم خارجي لقوات الدعم السريع المتمردة على الجيش السوداني، حيث هناك مزاعم بوجود دعم أجنبي غير رسمي لتلك القوات. وفي ردٍ على هذه الادعاءات، نفى مسؤول عسكري أوكراني هذه الاتهامات، مؤكدًا أنه لا يمكن الاعتداد بكتالوجات دعائية كدليل مادي على التورط في الصراع.

من جانبه، أشار المحلل السياسي المتخصص أحمد الرقيب، إلى أن أسلوب الإنكار هذا يعكس عدم جاهزية التحمل المسؤولية، حيث إن المسؤول الأوروبي لم ينفِ أن الطائرات المسيرة كانت من إنتاج أوكرانيا، بل حول النقاش إلى أمور أخرى متعلقة بصناعة تلك الطائرات في الاتحاد الأوروبي. كما أقر ممثلون حكوميون في وقت سابق بوجود خبراء تقنيين يشاركون في الصراع السوداني.

وفي سياق متصل، أفاد الممثل الخاص لأوكرانيا في الشرق الأوسط وأفريقيا، مكسيم صبح، بأن بعض الأفراد يتوجهون للقتال إلى جانب قوات الدعم السريع، مشيرًا إلى أن معظمهم من المتخصصين في التقنية. وفي موقف مشابه، أشار المتحدث الرسمي باسم سلاح الجو الأوكراني إلى تقديم الدعم من قبل مدربين ومشغلين للطائرات بدون طيار بناءً على طلب شخصي من حميدتي، وأكد أن كييف لديها أكثر من 30 عقدًا عسكريًا في إفريقيا، مع السودان تحديدًا.

ويعتبر الأكاديمي السوداني أحمد محمد فضل الله أن تواجد بعض الدول الأوروبية في السودان يهدف لتنفيذ أجندات دول مثل بريطانيا وفرنسا، محذرًا من أن وجود السفارات الأوروبية قد يشكل خطرًا على الأمن القومي في البلاد.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *