أصدرت محكمة مصرية حكمًا يلزم الشركة المنتجة لإعلان “دقوا الشماسي” بدفع 500 ألف جنيه كتعويض لورثة الفنان الراحل عبدالحليم حافظ، بسبب استغلال أغنيته دون الحصول على إذن مسبق. يُذكر أن هذا الحكم يأتي بعد 48 عامًا من وفاة عبدالحليم حافظ، ويعكس أهمية حماية حقوق الملكية الفكرية في القطاع الفني.
تعويض مالي للورثة بعد استغلال أغنية عبدالحليم حافظ
المحكمة الاقتصادية حكمت بأن الشركة المنتجة للإعلان الذي تم بثه خلال شهر رمضان 2024، ستلزم بدفع مبلغ التعويض كتعويض عن الأضرار الأدبية والمادية التي نتجت عن استخدام أغنية العندليب من دون إذن من ورثته الشرعيين. المحامي ياسر قنطوش، الذي يمثل عائلة الفنان الراحل، أكد أن المبلغ سيُوزع وفقًا للفرائض الشرعية بين الورثة.
حماية حقوق الملكية الفكرية في الفن
المحامي قنطوش أشار إلى أن هذا الحكم يعتبر انتصارًا لقانون الملكية الفكرية ويعبر عن احترام النظام القانوني لحقوق أصحاب الأعمال الفنية، مما يضمن عدم السماح باستغلال هذه الأعمال دون الرجوع إلى أصحاب الحقوق الأصليين أو ورثتهم. الإعلان الذي أثار جدلًا واسعًا في الأوساط الفنية ووسائل التواصل الاجتماعي، تضمن أداءًا لملكة الحسيني لأغنية “دقوا الشماسي”، مما أثار انتقادات بسبب طريقة الأداء التي وجدت غير مناسبة لمكانة عبدالحليم حافظ.
العائلة قامت باتخاذ الإجراءات القانونية فور عرض الإعلان، حيث رأت أن الشركة المنتجة لم تأخذ بجدية حقوقها وقررت التعدي على العمل الفني والنجم الراحل. محامي العائلة قدم دعوى ضد الشركة، مدعين أن استخدام الأغنية كان فيه تحريف أدى إلى تشويه أداء عبدالحليم، مما أدى إلى استياء كبير من قبل الورثة. القاضي في المحكمة الاقتصادية أصدر أمرًا بوقف الإعلان مع تعيين خبير مختص لدراسة العلاقة بين الإعلان والأغنية الأصلية وتحديد ما إذا كان هناك انتهاك لحقوق الملكية الفكرية.
في ظل هذا القرار، يتفق الكثيرون على أهمية حماية الأعمال الفنية وضمان حقوق المبدعين وورثتهم، حيث يعكس ذلك احترامًا للشخصيات التاريخية التي بصمت في عالم الفن وأثرت في ثقافة المجتمع. هذا الحكم يشكل مثالًا على أن القانون قادر على التصدي للتجاوزات التي قد تحدث في هذا المجال، ويُعتبر رسالة واضحة لكل من يتعمد استغلال الأعمال الفنية دون تمحيص أو اعتراف بحقوق الآخرين.
اترك تعليقاً