افتتحت مدينة الرياض مؤخرًا متنزّهًا حضريًا جديدًا تحت اسم “شعيب غذوانة”، وهو جزء من برنامج الرياض الخضراء، وقد أصبح منذ ذلك الحين وجهة شتوية مفضلة للعائلات والزوار من مختلف أنحاء المدينة.
متنزّه حضري يجمع بين الطبيعة والتطوير المستدام
يمتد المتنزّه على أحد روافد وادي حنيفة بطول يزيد عن 5 كيلومترات، حيث تم تأهيله بشكل كامل لتحويله إلى مساحة عامة متكاملة تجمع بين الطبيعة والمرافق الحديثة. يوفر المتنزّه بيئة مثالية لممارسة جميع أنواع الأنشطة الصيفية والاستمتاع بأجواء مريحة وآمنة، مما يعكس رؤية الرياض لتصبح مدينة أكثر خضرة واستدامة. يحتوي “شعيب غذوانة” على مسارات للمشي تصل إلى 22 كيلومترًا، بالإضافة إلى 13 ملعبًا للأطفال ومرافق رياضية متنوعة تضمن تجربة ممتعة للكبار والصغار. فضلاً عن ذلك، تضم مساحات الجلوس المطلة على المياه حوالي 65 ألف متر مربع، مما يوفر مكانًا مثاليًا للاسترخاء ومتابعة الأنشطة في الهواء الطلق.
متنزه ينبض بالحياة ويعكس الاستدامة
من أبرز الميزات الموجودة في المتنزّه القنوات المائية المتدفقة التي تمتد عبر الوادي بطريقة طبيعية، إلى جانب تسعة جسور أنيقة تسهل الحركة بين مختلف أنحاء المتنزّه. يتميز التصميم بالاعتماد على نحو 15 ألف شجرة وشجيرة محلية، ما يسهم في ضمان استدامة الغطاء النباتي وتقليل استهلاك المياه. كما يتضمن نظام ري ذكي يعتمد على المياه المعاد تدويرها، مما يعزز الكفاءة البيئية ويقلل من الهدر المائي، وذلك تماشيًا مع أهداف برنامج الرياض الخضراء واستراتيجيات الاستدامة الحضرية.
تتجاوز تجربة “شعيب غذوانة” كونها مجرد وجهة طبيعية، حيث تتضمن مجموعة من المرافق الخدمية مثل مواقف السيارات المنظمة ومناطق الجلوس المريحة، مما يسهل على الزوار قضاء يوم مليء بالمتعة دون أي متاعب. عند الغروب، يتحول المتنزّه إلى لوحة نابضة بالحياة، حيث تنعكس الأضواء على صفحة المياه وسط مشاهد خضراء وهادئة وأصوات العائلات والممارسين لرياضة المشي.
يمثل “شعيب غذوانة” نموذجًا متميزًا لمشاريع برنامج “الرياض الخضراء”، الساعية لتحويل الأودية والمجاري الطبيعية إلى متنزهات وحدائق عامة، تُسهم في تحسين البيئة الحضرية وتحقق مستهدفات رؤية السعودية 2030 في جوانب الاستدامة البيئية وتحسين نمط الحياة. يعكس المتنزّه مفهومًا جديدًا لوجهات التنزّه الحضرية في المملكة، حيث يمزج بين التصميم الجمالي والتجربة الترفيهية، مما يُسهم في ترسيخ مكانة الرياض كمدينة صديقة للبيئة، تسير بخطى ثابتة نحو مستقبل أكثر اخضرارًا وازدهارًا.
اترك تعليقاً