عقب استلامها مقاتلة شبحية من الجيل الخامس، السعودية تتعاون مع دول أخرى لتطوير مقاتلات من الجيل السادس

تكثف المملكة العربية السعودية جهودها للانضمام إلى برامج دولية متطورة تهدف إلى تطوير مقاتلات شبحية من الجيل السادس، وذلك بعد أن أصبحت الجزائر أول دولة عربية تنضم إلى نادي الجيل الخامس عبر صفقة شراء مقاتلات Su-57 الروسية. هذا التحرك السعودي لا يقتصر على شراء التكنولوجيا فقط، بل يتجاوز ذلك إلى المشاركة في تطويرها بشكل مباشر، كجزء من طموح استراتيجي أوسع لتوطين الصناعات الدفاعية الجوية وزيادة القدرات الذاتية للمملكة في مجال القوة الجوية المستقبلية. يتزامن ذلك مع تسارع سباق التسلح الجوي في منطقة الشرق الأوسط.

السعودية تنضم لسباق مقاتلات الجيل السادس

تسعى المملكة إلى تجاوز مرحلة الشراء التقليدي والانتقال إلى تطوير طائرات الجيل السادس، التي تمثل مستقبل القتال الجوي حتى ما بعد عام 2040. تعتمد هذه الطائرات مفاهيم حديثة تشمل الشبحية التامة، والتشغيل المأهول وغير المأهول، بالإضافة إلى دمج الذكاء الاصطناعي والاتصال الفوري مع المنصات الأرضية والفضائية والطائرات المسيّرة. يتماشى هذا التوجه مع أهداف رؤية السعودية 2030، لاسيما ما يتعلق بتوطين 50% من الإنفاق الدفاعي وإنشاء صناعة دفاعية جوية مستقلة.

الجزائر تتسلّح بـ Su-57.. رسالة إلى المنطقة

أفادت تقارير استخباراتية بأن الجزائر وقّعت عقدًا مع روسيا لشراء 14 مقاتلة Su-57 Felon، لتصبح أول دولة خارج الدول الكبرى (أمريكا – روسيا – الصين) التي تمتلك طائرة من هذا النوع. يمثل هذا التطور نقلة نوعية في ميزان القوى الجوية في شمال إفريقيا، مما أثار قلقًا في الأوساط العسكرية الغربية، خصوصًا مع سعي المغرب للحصول على مقاتلات F-35 الأمريكية.

GCAP .. تحالف بريطاني – ياباني – إيطالي والسعودية مرشحة للشراكة

من بين المشاريع البارزة التي تسعى السعودية للمشاركة فيها هو برنامج GCAP (Global Combat Air Programme)، المعروف سابقًا باسم “Tempest”. يجمع هذا البرنامج بين بريطانيا وإيطاليا واليابان لتطوير مقاتلة شبحية من الجيل السادس بحلول عام 2035. تشير تقارير بريطانية إلى أن السعودية تجري مفاوضات متقدمة للانضمام إلى البرنامج كشريك استثماري وصناعي، حيث قد تتجاوز قيمة الصفقة 30 مليار دولار، بما يشمل نقل تقنيات متطورة وإشراك الشركات السعودية في عمليات التصنيع.

بوابة آسيا: تعاون سعودي-كوري في مجال الطيران الحربي

بالتوازي مع التحركات الأوروبية، تعزز المملكة تعاونها الدفاعي مع كوريا الجنوبية، التي حققت تقدمًا ملحوظًا في مشروع المقاتلة KF-21 “بوريماي”، المصنفة كمقاتلة من الجيل 4.5+ وقابلة للتطوير نحو الجيل السادس. وقد وقعت السعودية اتفاقيات مع شركة KAI الكورية لتوطين تقنيات الطيران ونقل الخبرات، ما يمهد لمشاركة مستقبلية في تطوير النسخ المستقبلية من المقاتلة الكورية.

التصنيع المحلي في السعودية

تتولى الشركة السعودية للصناعات العسكرية (SAMI)، بدعم من الهيئة العامة للصناعات العسكرية (GAMI)، قيادة جهود متقدمة لتأسيس بنية تحتية لصناعة الطيران العسكري تشمل تصميم الهياكل والمحركات وأنظمة المهام. التخطيط للوصول إلى مرحلة تصنيع مكونات كاملة لطائرات الجيل السادس يسهم بشكل كبير في تعزيز استقلالية القرار العسكري والتقني.

سباق عربي متصاعد على الشبحية

مع امتلاك الجزائر لطائرات Su-57 ومحاولات المغرب للحصول على F-35، يصبح السماء العربية ساحة تنافس في مجال تحديث القدرات الجوية. يسعى هذا التطور إلى تعزيز موقع السعودية الاستراتيجي من خلال التركيز على الجيل المقبل من الطيران القتالي.

تحديات في طريق المملكة

تواجه المملكة تحديات رئيسية تتعلق بنقل التكنولوجيا الحساسة من الدول الشريكة وتعقيد البرامج متعددة الجنسيات. على الرغم من ذلك، يرى المحللون أن الدعم السياسي الكبير والاستثمار في التعليم والبحث العلمي قد يسهم في جعل السعودية لاعبًا محوريًا في صناعة الطيران الحربي بالشرق الأوسط خلال العقدين القادمين.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *