حرب غزة: ما الأسباب خلف تعرض الفلسطينيين المحتاجين للمساعدات الإنسانية للقتل؟ #عاجل

لماذا يتعرض الفلسطينيون من طالبي المساعدات الإنسانية للقتل؟

في يوم الأحد الموافق 29 يونيو/حزيران، فقد خمسة فلسطينيين من طالبي المساعدات أرواحهم، لينضموا إلى مئات آخرين الذين سقطوا خلال فترة زمنية قصيرة بلغت شهراً، وذلك منذ بدء تطبيق آلية جديدة لتوزيع المساعدات الإنسانية بدعم من الولايات المتحدة وإسرائيل.

مصائد الموت في توزيع المساعدات

انتقد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة عملية توزيع المساعدات التي تشرف عليها جهات أمريكية وإسرائيلية، واصفاً إياها بأنها “مصائد الموت”. ووفقاً لتقارير، فإن عدد القتلى منذ بداية الآلية في 27 مايو/أيار حتى 25 يونيو/حزيران بلغ 549 شخصاً، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 4000. آلية التوزيع تستند إلى توزيع المساعدات من خلال عدة مواقع محددة يديرها متعاقدون أمريكيون، في حين تقوم القوات الإسرائيلية بتأمين المنطقة المحيطة.

ويواجه الفلسطينيون الذين يرغبون في الحصول على المساعدات فحوصات صارمة حيث يتم التدقيق في هوياتهم باستخدام تقنيات بيومترية. للسفر إلى مراكز توزيع المساعدات، يجب عليهم قطع مسافات طويلة تتطلب صبراً وجهداً كبيرين.

شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية عبرت عن استنكارها لهذه الآلية، واعتبرتها استمراراً لجريمة الإبادة الجماعية في ظل صمت عالمي غير مقبول. ومع تزايد عدد القتلى بين الفلسطينيين، تتعالى أصوات الانتقادات من مختلف الدول، بما في ذلك فرنسا التي أعربت عن استيائها من الوضع، حيث قال وزير الخارجية الفرنسي إن عدد القتلى هو عار يجب أن يتوقف فوراً.

الموقف الأممي لم يكن أفضل، حيث اعتبرت الأمم المتحدة نظام توزيع المساعدات الجديد “ساحة قتل”، مع تسجيل أكثر من 400 حالة قتل لشخصيات تتعرض للجوع منذ بداية العمل به. وقد انتقلت الانتقادات إلى استهداف المدنيين، وصدرت شهادات من جنود إسرائيليين تفيد بأنهم تلقوا أوامر بإطلاق النار على فلسطينيين لا يشكلون أي تهديد.

في هذا السياق، طالبت حركة حماس بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في هذه الجرائم، مشددة على ضرورة عودة المساعدات من خلال وكالات الأمم المتحدة والمساعدات الإنسانية المتخصصة. بينما نفت الحكومة الإسرائيلية تلك الشهادات ووصفتها بأنها أكاذيب تهدف لتشويه سمعة جيشها، مدعية أن الجيش يعمل في ظل ظروف صعبة ويواجه عدواً إرهابياً.

تستمر الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة في التدهور، حيث تشير التقارير إلى ارتفاع عدد القتلى في الحرب إلى 56,500، مع غياب الموارد الأساسية مثل الطعام والماء والدواء. تشير كافة المعطيات إلى ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة لوقف المعاناة الإنسانية المتزايدة في المنطقة.

في ختام هذه النقاشات، يبرز التساؤل حول الأسباب الحقيقية لاستخدام القوة ضد طالبي المساعدات الإنسانية، ويُطرح السؤال كيف يمكن للمجتمع الدولي أن يتعامل مع هذه الانتهاكات المروعة، ومدى استمرار معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *