مبعوث ترامب يصل القاهرة لإجراء محادثات عاجلة حول اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة

المفاوضات في القاهرة حول تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة

تستضيف العاصمة المصرية القاهرة جولة جديدة من المفاوضات برعاية المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، حيث تهدف الاجتماعات إلى الوصول إلى اتفاق يتعلق بتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة. وتعتبر مصادر دبلوماسية أمريكية هذه الجولة “حاسمة” في جهود مصر للوساطة بين إسرائيل وحركة حماس، بهدف تجاوز الخلافات المتصلة بالاتفاق.

الجهود الدولية نحو التهدئة في غزة

يواجه ويتكوف، الذي شارك في مفاوضات سابقة في المنطقة، تحديات كبيرة في إقناع الأطراف المعنية بالمقترح الذي يتضمن تفاصيل تتعلق بإطلاق سراح الأسرى وتحقيق تهدئة طويلة الأمد. وقد ذكرت صحيفة الجارديان أن إسرائيل أبدت موافقتها المبدئية على مقترحات ويتكوف، إلا أن رد حركة حماس الذي وصف بالـ”غير المقبول” في مايو 2025 ساهم في بروز عقبات تتعلق بعمليات العودة للنازحين وفتح المعابر.

وفي هذا السياق، أدلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصريحات اعتبرت مثيرة للجدل من قبل الإسرائيليين، حيث توقع التوصل إلى اتفاق بشأن غزة “الأسبوع المقبل”، مما أثار مفاجأة بين المسؤولين الإسرائيليين القلقين من تغير في الموقف الأمريكي قد يضغط عليهم لتقديم تنازلات إضافية.

أشارت تقارير غربية إلى أن تصريحات ترامب أضافت توترًا في العلاقات بينه وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يواجه تحديات داخلية وخارجية لتحقيق توازن بين الأهداف الأمنية ومتطلبات المفاوضات. كما أوضحت هيئة الإذاعة البريطانية أن المحادثات السابقة التي شهدتها القاهرة، بمشاركة وفد من حماس في فبراير 2025، واجهت صعوبات بسبب الخلافات حول تفاصيل آليات تنفيذ الاتفاق، بما في ذلك ضمانات وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى.

تأتي هذه المفاوضات في وقت تشهد فيه الساحة الدولية ضغوطًا متزايدة لإنهاء الصراع في غزة، حيث تلعب مصر دورًا رئيسيًا كالوسيط بفضل خبرتها في تهدئة التوترات بين الجانبين. إلا أن التحديات تبقى كبيرة، إذ تواصل إسرائيل وضع شروط أمنية صارمة بينما تطالب حماس بضمانات دولية لإعادة الإعمار ورفع الحصار. ومن المتوقع أن يسعى ويتكوف، بدعم من الإدارة الأمريكية، لإيجاد صيغة توازن، لكن الفجوات بين المواقف لا تزال تشكل عائقًا رئيسيًا أمام التقدم.

تطرح تصريحات ترامب، التي تعكس تفاؤلًا غير متوقع، تساؤلات حول مصداقيتها، خاصة مع تعبير المسؤولين الإسرائيليين عن قلقهم من الضغوط الأمريكية المحتملة. ويرى بعض المسؤولين أن تصريحاته قد تعكس استراتيجية أمريكية جديدة لتسريع المفاوضات، لكن قد تزيد أيضًا من تعقيد الموقف بالنسبة لنتنياهو، الذي يحتاج إلى الحفاظ على موقف متشدد أمام الائتلاف الحاكم. على الجانب الآخر، تستمر حماس في الإصرار على شروطها، بما في ذلك وقف كامل للعمليات العسكرية وتسهيل عودة النازحين، مما يجعل من القاهرة نقطة محورية لاختبار إمكانية التوصل إلى حل.

في خطوة جديدة، أشار ويتكوف إلى أن دولًا لم تكن involved مسبقًا قد تنضم قريبًا إلى اتفاقيات أبراهام، مما يعكس طموح الإدارة الأمريكية لتعزيز التعاون الإقليمي، والذي قد يساهم في دعم جهود التهدئة في غزة وتعزيز الاستقرار في المنطقة.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *