بعد 12 يوماً من الحرب: هدنة تهدئ المدافع وتثير براكين التساؤلات

تداعيات الحرب الإيرانية الإسرائيلية

انتهت “حرب الاثنتي عشرة” بين إيران وإسرائيل، ويبدو أن اتفاق وقف إطلاق النار بينهما وجد ليبقى، مدعوماً بدعم أمريكي قوي، بحيث اعتبره الرئيس دونالد ترامب “إنجازاً شخصياً” لن يسمح لأحد بتبديده. ومع ذلك، يتزايد الشك والقلق حول المرحلة بعد الحرب، حيث لا تزال الأسئلة والتساؤلات تتغلغل في عقول المراقبين والسياسيين، في انتظار وضوح الصورة بعد انتهاء الضربات الجوية والصاروخية. حتى الآن، لا يوجد إجابة واضحة عن حجم الأضرار التي لحقت بالطرفين. من جهة إيران، تتباين التقديرات بشأن حجم التدمير الذي لحق بمنشآتها النووية، بينما تفرض الرقابة العسكرية الإسرائيلية طوقاً على المعلومات المتعلقة بأهدافها وتبعات الضربات الإيرانية.

تقييم الخسائر والنتائج

ثمة تساؤلات كثيرة تتعلق بمن خسر أكثر في هذه الحرب. معادلة “رابح – رابح” تبدو غير دقيقة، بينما معادلة “خاسر – خاسر” تعكس واقع الأمر. الخسائر الإيرانية أكبر من الخسائر الإسرائيلية، رغم أن نتنياهو لم يحقق نصراً كاملاً. ولكن إسرائيل حققت مكاسب تتمثل في القدرة على استباحة الأجواء الإيرانية دون خسائر فادحة، وكانت الحرب قد أثبتت “حدود القوة” الإسرائيلية، خاصة في غياب الدعم الأمريكي. في المقابل، نجحت إيران في كسر هيبة “القبة الحديدة”، مما خلق تحديات جديدة لتل أبيب.

وبالرغم من الاضرار البالغة، فإن السؤال عن النصر والهزيمة يظل معلقاً في الهواء، إذ ما زلنا بحاجة إلى الوقت للكشف عن نتائج هذه الحرب. التحليلات المتناقضة في وسائل الإعلام تعكس حقيقة أنه لم يتم تحقيق انتصار كامل لأي طرف. في الشأن السياسي، يبدو أن كل من طهران وواشنطن تترقب جلوسها إلى طاولة المفاوضات، فإيران تحافظ على هامش مناورة أكبر، بينما إسرائيل تتوقع شروطاً قاسية من المفاوض الإيراني. الاستنتاجات النهائية ستظل عائمة حتى تتضح الرؤية بشكل كامل.

المشهد الداخلي في إيران وإسرائيل يبدو موحداً في ظل ظروف الحرب، لكنه مرشح للانقسام مجدداً بعد انتهاء النزاع. في إسرائيل، تتزايد الانقسامات حول قضايا مثل غزة والإصلاحات القانونية، بينما تعاني إيران من تحديات داخلية تتلخص في الخيارات التي يجب اتخاذها بعد الحرب. ستكون المناطق الداخلية مرشحة لمزيد من الاحتقان في ظل تداعيات إعادة الإعمار. في النهاية، ستظل الأسئلة حول كيف ستؤثر نتائج الحرب على غزة مستمرة، خاصة أن نتنياهو يملك القدرة على اتخاذ قرارات جريئة تجاه القطاع. كل هذه العوامل مجتمعة ستؤثر على مجريات الأحداث في المستقبل، والتقييم العام لأي انتصار أو هزيمة بانتظار المزيد من المعطيات.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *