تشهد المرافق السياحية والفندقية في دولة الإمارات انتعاشًا ملحوظًا في معدلات الإشغال، بأثر من الإقبال المتزايد من العائلات والمقيمين، الذين يفضلون الوجهات المحلية بدلًا من السفر إلى الخارج، وخصوصًا مع العروض المغرية المقدمة.
انتعاش السياحة الداخلية
أشار مسؤولو الفنادق إلى تحول كبير في توجهات مسافري الإمارات، معتبرين أن هذا التحول من السياحة الخارجية إلى الداخلية يمثل فرصة لتعزيز السياحة المحلية ودعم الاقتصاد الوطني، من خلال تحفيز العائلات والمقيمين للاستمتاع بالمقومات السياحية التي تقدمها الدولة. وأوضح هؤلاء أن العديد من الفنادق تعمل على تقديم باقات خاصة للسكان، خاصة خلال العطلات والأعياد، مما يستدعي الاستفادة منها.
الزيادة في الإقامات الفندقية
لفت مسؤولو الفنادق إلى أن هذا الانعطاف نحو السياحة المحلية يعكس تزايد الثقة في الخيارات الترفيهية المتاحة بالدولة. ويوازي ذلك إطلاق عدة فنادق لعروض موسمية مبتكرة تهدف لتعزيز هذا الاتجاه، مع توقعات بموسم صيفي نشط يدعم النمو الاقتصادي ويعزز من مكانة الإمارات كوجهة سياحية مستدامة. وكشفت إحصاءات منصة GTE 1 للحجوزات السياحية عن إقبال متزايد على العروض الفندقية خلال الأشهر من يونيو إلى أغسطس الحالي.
وفي السياق، أظهر تقرير من المجلس العالمي للسفر والسياحة نموًا ملحوظًا في الإنفاق السياحي المحلي، حيث بلغ 57.6 مليار درهم في عام 2024، مع توقعات بزيادة الإنفاق السياحي المحلي بمعدل 4.3% ليصل إلى 60 مليار درهم في 2025.
وأوضح د. هيثم الحاج علي، رئيس مجلس إدارة مجموعة “دبي لينك”، أن هناك تحولًا ملحوظًا في أنماط الحجز خلال الأشهر المذكورة، مع تزايد كبير على العروض الفندقية المحلية، مما يعكس رغبة المواطنين والمقيمين في الاستفادة من هذه العروض. كما اعتبر أن هذا الاتجاه يجسد ثقة الجمهور بالبنية التحتية السياحية للدولة، والتي تتماشى مع الخيارات المتاحة في الوجهات الخارجية.
رأى الحاج علي أن هذه الظاهرة تعكس النظرة المستقبلية لدولة الإمارات في دعم وتعزيز البنية التحتية للقطاع السياحي الداخلي، مما يخلق توازنًا في الطلب ويقلل من تأثير العوامل الخارجية.
وأكد على أهمية التعاون بين الشركات السياحية والفنادق لتطوير حلول مرنة تناسب السوق المحلية، مبينًا أن هذا التحول في السياحة الداخلية يعد فرصة ذهبية للقطاع الفندقي لتقديم تجارب مميزة تعزز ثقة الزوار.
في حديثه، أشار هاني سليم، المدير العام لفندق كمبينسكي بالم جميرا، إلى ارتفاع كبير في الحجوزات من الضيوف المحليين، خاصة خلال عطلات نهاية الأسبوع، مؤكدًا أن الوعي المتزايد بتنوع الوجهات المحلية قد دفع العملاء لاستكشاف فنادق فاخرة داخل الدولة. وأوضح أن الفندق يقدم خيارات متنوعة تلائم مختلف الميزانيات، مع تقديم تجارب حصرية وجذابة طوال العام، في إطار شراكات مع المؤسسات الوطنية لتعزيز السياحة الداخلية.
وأشار سليم إلى أن ما يميز قطاع السياحة في الدولة هو وجود بنية تحتية عالمية المستوى، بالشراكة مع شبكة مواصلات ممتازة، وخيارات إقامة متنوعة، ما يجعل الدولة وجهة مثالية للسياحة الداخلية. ويُعد الدعم الحكومي المستمر لقطاع السياحة عاملًا إضافيًا في تعزيز هذه الصناعة.
كما أكدت شيماء فهيم، مديرة إدارة التسويق والاتصالات في مجموعة فنادق تايم، أن هذا التحول يمثل فرصة حقيقية لتطوير السياحة المحلية ودعم الاقتصاد الوطني عن طريق تشجيع السكان على الاستمتاع بمقومات الدولة الجاذبة. وأوضحت أن العديد من الفنادق، بما فيها فنادق تايم، تروج دائمًا لباقة خصومات مخصصة للمقيمين، خاصة خلال العطلات، من أجل تلبية تطلعاتهم.
وفيما يخص قدرة البنية التحتية للفنادق على استيعاب هذا الإقبال، أفادت أن القطاع السياحي شهد تطورًا كبيرًا في السنوات القليلة الماضية، مما يؤهله لمواكبة هذه الحاجة المتزايدة.
وأشارت إلى وجود شراكات استراتيجية مع منصات حجز محلية وعالمية، تعزز من توسيع قاعدة العملاء من خلال محتوى تسويقي مبتكر وبرامج ولاء بهدف تعزيز السياحة الداخلية.
أما غابرييل ستانكو، مدير قسم الترفيه في فندق “إرث” بأبوظبي، فرأى أن العديد من الفنادق قد انتبهت لأهمية طرح باقات وعروض جديدة تستهدف الزوار المحليين، بما يتماشى مع احتياجات العائلات التي تبحث عن تجارب غنية خلال الصيف. وأكد أن هذه العروض قد زادت بشكل ملحوظ من حركة الإشغال، وعززت نمو السياحة الداخلية عبر تصميم باقات ترفيهية تناسب جميع الفئات العمرية، حيث يقدم فندق “إرث” تذاكر دخول يومية مرنة تسمح للضيوف بالاستمتاع بمرافق الشاطئ والمسبح على مدار اليوم، بالإضافة إلى تقديم تجربة صيفية متكاملة تجمع بين المغامرة والهدوء.
اترك تعليقاً