ورشة خشبية عمرها أكثر من قرن تحافظ على فن صناعة الأواني اليدوية

صناعة الأواني الخشبية اليدوية في القاهرة القديمة

تعكس ورشة الأواني الخشبية اليدوية في منطقة الدرب الأحمر بالقاهرة القديمة، حرفًة تقليدية متوارثة لأكثر من 125 عامًا. لا تزال هذه الورشة، التي تُعد واحدة من أقدم الورش في المنطقة، تحتفظ بالتقنيات المستخدمة منذ عقود، حيث تُصنع الأدوات والمنتجات من مواد طبيعية وبيد حرفيين مهرة.

تقنيات تقليدية في تشكيل الخشب

تبدأ عملية صناعة الأواني من قطع الأخشاب، مثل خشب الكافور والكيّة والسرسوع، المعروفة بجودتها العالية. يُعتمد في هذه المرحلة على المخرطة اليدوية، حيث يتولى أحد الصنّاع، المعروف باسم “الفَرَّاش”، مهمة نحت الكتل الخشبية من أجل تحويلها إلى أشكال مختلفة، مثل الأطباق والبولات والفازات. يُستكمل العمل بخطوات دقيقة تشمل تثبيت الخشب وتشكيله وتنعيمه، لتضفي المواد الطبيعية المستخدمة في عملية الصنفره والتلميع لمسة نهائية رائعة تحمي المنتج وتزيد من جاذبيته.

تتميز هذه الورشة بتقديم منتجات حسب الطلب، حيث تأخذ بعين الاعتبار تفاصيل الزبون مثل الحجم والشكل، مما يجعل كل قطعة فريدة من نوعها. على الرغم من تقلص عدد الورش التي تعتمد على العمل اليدوي، إلا أن هذه الورشة تحافظ على تقاليد الحرفة بحرفية عالية، حيث يعمل فيها فريق متكامل كل فرد فيه له دور محدد ضمن نظام صارم يضمن الجودة والإتقان.

صناعة الأواني الخشبية ليست مجرد حرفة تقليدية، بل هي جزء حيوي من التراث المصري الذي لا يزال متواجداً بقوة في قلب القاهرة. يتمسك الحرفيون في هذه الورشة بمعايير الإبداع والابتكار، مما يجعل هذه الحرفة حيّة وتواصل الأجيال نقلها بمهنية وإخلاص.