التقنيات السعودية لتنقية المياه من الإشعاعات
في خضم الأحداث الإقليمية المتسارعة، ومع تزايد القلق العالمي بشأن الآثار البيئية الناتجة عن النزاعات المسلحة، أعلنت المملكة العربية السعودية عن تطوير تقنيات حديثة ومتقدمة قادرة على إزالة العناصر المشعة من مصادر المياه. وأكدت الحكومة السعودية عدم وجود أي مخاوف تتعلق بسلامة المياه داخل أراضيها.
تأتي هذه التصريحات في أعقاب التصعيد العسكري الكبير في المنطقة، وخاصة بعد استهداف القوات الأميركية لثلاثة مفاعلات نووية في إيران. هذا التصعيد يأتي ضمن الصراع المستمر بين إيران وإسرائيل، والذي دخل يومه الثاني عشر، مما أثار مخاوف من التأثيرات الإشعاعية المحتملة على البيئة.
استثمارات في مجال معالجة المياه
وفي هذا السياق، صرح بندر الشمري، مدير الخدمات الفنية في شركة المياه الوطنية، خلال مشاركته في مؤتمر “تأمين المياه من أجل مستقبل المملكة المستدام”، أن المملكة استطاعت من خلال وزارة البيئة والمياه والزراعة، ومن خلال شراكات مع عدد من الجهات الحكومية، تطوير نظام متقدم يساهم في معالجة أي تلوث إشعاعي قد يطرأ على مصادر المياه.
وأوضح الشمري أن الفلاتر الخاصة بإزالة المواد المشعة، بما في ذلك الراديوم، متاحة وتخضع لرقابة صارمة ضمن منظومة حوكمة دقيقة. كما أشار إلى أن كوادر وطنية مدربة تتابع أداء هذه التقنيات لضمان مستويات عالية من السلامة كإجراء احترازي.
وأضاف: “حتى الآن، لا توجد أي إشارات مقلقة بخصوص تلوث المياه بالعناصر المشعة، وجميع الحلول الهندسية والتقنية لدينا جاهزة لمواجهة أي طارئ، ونعمل بلا توقف على تحديث هذه الحلول لتتوافق مع أحدث المعايير الدولية”.
كما دعا الشمري القطاع الخاص لتعزيز مشاركته في تطوير هذا المجال الحيوي، من خلال المشاركة في المؤتمرات المتخصصة التي تتيح تبادل المعارف واستعراض الفرص الاستثمارية الواعدة في قطاع استدامة الموارد المائية.
من جانبها، أكدت هيئة الرقابة النووية والإشعاعية السعودية أن بيئة دول مجلس التعاون الخليجي خالية من أي إشعاعات ضارة. وأشارت الهيئة إلى أن تقاريرها الدورية تتم مشاركتها مع مركز إدارة الطوارئ في الكويت لضمان التنسيق الفعال بين دول الخليج في حالة حدوث أي تطورات غير متوقعة.
يتزامن هذا التأكيد السعودي مع حقبة حرجة في منطقة الشرق الأوسط، حيث تتزايد المخاوف من تصاعد الصراع بين إيران وإسرائيل، وهو ما قد يؤدي إلى تهديدات بيئية تمتد إلى ما هو أبعد من حدود الدول المتصارعة.
اترك تعليقاً