الاهتمام الاستثنائي بالخط العربي
إن وزارة الثقافة السعودية قد أعطت الخط العربي اهتمامًا فائقًا، كونه جزءًا أساسيًا من الهوية الوطنية. يُعتبر الخط السعودي تجسيدًا مرئيًا مرنًا يعكس هوية المملكة ويقدم ملامح الأصالة بصورة عصرية تتماشى مع متطلبات التصميم المعاصر والتطبيقات التقنية الحديثة. لقد تم إدراج الخط العربي ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي من قبل منظمة اليونسكو، وهو ما يعكس الجهود المستمرة في صون الفنون الإسلامية ونقلها للأجيال القادمة برؤية ثقافية مستدامة.
الخط العربي كمكون للهوية السعودية
حرصت الوزارة على تطوير مجموعة من الخطوط التي تعكس تنوع الهوية السعودية، مثل خط عام الحرف اليدوية، وخط عام الإبل، وخط عام الشعر العربي، وكذلك خط المصمك، وخط الوتد، وخط النسيب. هذه الخطوط ليست فقط تعبيرًا عن الجوانب الثقافية، بل تسهم أيضًا في إبراز الخصوصية البصرية للمملكة.
وفي هذا السياق، أكد رئيس نادي جدة الأدبي الثقافي، الدكتور عبدالله السلمي، على أن الوزارة تبذل جهودًا استثنائية لدعم الخط العربي، مشيرًا إلى المبادرات الرائدة مثل “عام الخط العربي” ومجمع “دار القلم” في المدينة المنورة، الذي يُعتبر مركزًا عالميًا متقدمًا في هذا المجال.
كما أن جهود الوزارة تكللت بتسجيل الخط العربي كتراث ثقافي غير مادي في اليونسكو عام 2022، بالتعاون مع عدد من الدول العربية. هذا يعزز مكانة المملكة في الحفاظ على الفنون الإسلامية ونقلها للأجيال الجديدة. وكان النادي الأدبي الثقافي في جدة، ممثلًا في منتدى الفنون البصرية، قد نظّم مؤخرًا ورشة متخصصة في الخط العربي بعنوان “الخط السعودي”، قدّمها الخطاط عبدالمجيد الأهدل، بمشاركة أكثر من عشرين خطاطًا وخطاطة.
ترتكب هذه الأنشطة في إطار الرؤية الثقافية التي تتبناها وزارة الثقافة السعودية، حيث تم إطلاق “الخط السعودي” في 16 إبريل 2025، كخط طباعي جديد يستمد إلهامه من أقدم النقوش والمصاحف الإسلامية. يهدف هذا الخط الجديد إلى إحياء روح الخط العربي وتعزيز حضوره في العصر الرقمي، بما يتوافق مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 في تعزيز اللغة العربية والفنون البصرية.
اترك تعليقاً