12 يوماً قد تُعيد تشكيل خريطة الشرق الأوسط – أحدث التطورات في أخبار السعودية

فرصة السلام في الشرق الأوسط

ليس من الصعب رصد مكاسب وخسائر طرفي الصراع في حرب الأيام الـ12، ومن المؤكد أن السنوات الطويلة التي استُثمرت في بناء القدرات العسكرية والمشاريع التوسعية ضاعت في أيام قليلة، بينما كان بالإمكان توجيه تلك الجهود نحو تحقيق السلام والتنمية.

إمكانية تحقيق السلام

يمتلك الشرق الأوسط الآن فرصة حقيقية لتحقيق السلام، مع تراجع الشعارات الشعبوية الزائفة وفقدان أدوات التأثير التي كانت تدفعها. لكن العقبة ليست فقط في الأنظمة الراديكالية وشعاراتها الفارغة، بل تكمن أيضًا في ضرورة أن تدرك إسرائيل أن تحقيق السلام يتطلب الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني، وحتمية إقامة دولة فلسطينية تعيش فيها الأجيال بأمن وكرامة.

وكما أن مشاريع الهيمنة تتموضع تحت سطوة العدالة في نهاية المطاف، فإن السلام لا يمكن أن يقوم دون تحقيق العدالة الحقيقية. إن استخدام القوة كوسيلة لبناء السلام لم يكن ضامنًا لاستقراره، ولطالما أظهر التاريخ أن القمع والقتل الذي مارسته إسرائيل ضد الفلسطينيين على مدى عقود لم يجلب لها الأمن المنشود.

شهدت المنطقة صراعات عديدة، وعانت شعوبها من تبعات حروب وخيارات خاطئة اتخذتها الأنظمة، وجبروت الاحتلال. كل تلك الأحداث لم تؤدِّ إلا إلى مزيد من الدمار وكوارث متلاحقة دون تحقيق أي من الأهداف المرجوة، لأن ما يُبنى على الظلم لا يمكن أن يستمر، والصمود الذي تدعيه الأنظمة لا يدوم كما أثبتته التحولات التي شهدتها السنوات الأخيرة.

إن تجربة دول الخليج العربي في الاستثمار في السلام والتنمية تُعد نموذجًا يُحتذى به، حيث استغلت تلك الدول ثرواتها لدعم البناء والرفاهية، وشاركت هذه التجارب مع جيرانها. ومع ذلك، فإن هناك قوى ظلت لفترات طويلة تستنزف ثرواتها في الصراعات وعدم الاستقرار، بدلًا من تداول الثروات في اتجاه تطوير المشاريع الملائمة والمبادرات المثمرة.

بشكل مختصر، نحن اليوم أمام فرصة نادرة لتحقيق السلام، وتحويل المنطقة إلى حديقة من الازدهار الاقتصادي، نظرًا لما تتمتع به من إمكانيات هائلة وفرص واعدة.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *