إمكانية استمرار الصين في شراء النفط الإيراني
أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن الصين يمكنها الآن الاستمرار في شراء النفط الإيراني. وفي منشوره الذي صدر يوم الثلاثاء، أعرب ترامب عن أمله في أن تشتري الصين أيضًا كميات كبيرة من النفط الأمريكي، مشيرًا إلى أنه كان من دواعي شرفه تحقيق ذلك.
انتعاش أسعار النفط وتأثير الأحداث الجارية
على إثر تصريحات ترامب، انخفضت أسعار النفط بشكل ملحوظ، حيث هبط سعر مزيج برنت القياسي بأكثر من 4.3% ليصل إلى 68 دولارًا للبرميل. كما شهد سعر خام غرب تكساس الوسيط انخفاضًا بنحو 5% ليصل إلى 65 دولارًا للبرميل.
التصريحات جاءت بعد وقت قصير من إعلان ترامب التوصل إلى وقف إطلاق نار شامل بين إسرائيل وإيران. وقد أثرت الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط على أسواق النفط، مما أثار المخاوف من وجود تأثيرات سلبية على الإمدادات من منطقة تُعد مصدرًا لثلث النفط الخام العالمي. وعلى الرغم من زيادة الأسعار في البداية، إلا أنها عادت للتراجع بسرعة استجابة لتطورات التوترات، حيث تجنبت الأطراف المعنية توجيه ضربات للبنية التحتية النفطية، واستمر عبور السفن عبر مضيق هرمز مع تسجيل اضطرابات طفيفة فقط.
إضافةً إلى ذلك، عادت أسعار النفط لتسجل مستوياتها التي كانت عليها قبل الهجوم الإسرائيلي على إيران في 12 يونيو. ومع تزايد التوترات السياسية الراهنة، انخفضت عمليات الشراء من قبل شركات تكرير النفط في الصين في الأسواق العالمية. فقد تراجع نشاط هذه الشركات في السوق الفورية، فيما يتعلق بالخامات القادمة من دول مثل إيران وروسيا، حسبما أفاد متعاملون رفضوا ذكر أسمائهم نظرًا لحساسية المعلومات.
في هذا السياق، تعتبر إيران وروسيا من المصادر الرئيسية لتوريدات مصافي التكرير الصينية، حيث تقدم هذه الدول تخفيضات كبيرة على أسعار النفط. وفي وقتٍ لاحق، زادت كميات النفط المخزنة على متن الناقلات بالقرب من الممرات المائية الرئيسية في آسيا، مما يشير إلى تراجع الطلب في الصين. وقد بلغ إجمالي المخزون من النفط الإيراني على متن الناقلات نحو 33.9 مليون برميل، وهو أعلى مستوى تم تسجيله منذ ديسمبر 2023، وفقًا للبيانات الصادرة.
التطورات في ممرات الشحن مثل مضيق ملقا وسنغافورة، وهي نقاط حيوية لنقل شحنات الوقود، تكشف عن تضاعف حجم الشحنات خلال الأسبوعين الماضيين ليصل إلى نحو 13.3 مليون برميل، ما يعكس استمرار التحديات في السوق.
اترك تعليقاً