السعودية تدعم صادراتها النفطية ببدائل فعالة في حال إغلاق مضيق هرمز

أكد الدكتور نايف الغيث، كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، أن السعودية تمتلك خيارات استراتيجية متنوعة لتصدير النفط في حال حدوث أي إغلاقات أو مضايقات لحركة الملاحة في مضيق هرمز نتيجة التوترات الجيوسياسية المتصاعدة في المنطقة. وفي حديثه خلال مقابلة مع “أسواق الشرق”، أوضح الغيث أن مضيق هرمز يعد ممراً حيوياً، لكنه من الصعب أن يتم إغلاقه بشكل كامل، مرجحاً أن التهديدات ستكون على شكل مضايقات محدودة لحركة السفن. وأشار إلى أن المملكة يمكنها الاعتماد على خط أنابيب “شرق-غرب” الذي يمتد من المنطقة الشرقية إلى ميناء ينبع على البحر الأحمر، حيث يتمتع بقدرة استيعابية تعادل ما بين 5 إلى 6 ملايين برميل يومياً، وهو ما يغطي الكميات المتاحة للتصدير بعد الاستهلاك المحلي. وأوضح أن السعودية تملك خيارات تصديرية أخرى، مثل قناة السويس وخطوط من ميناء الفجيرة، مما يمنحها مرونة إضافية لمواجهة أي حالات طارئة.

أسعار النفط وتأثيرها على الاقتصاد

تناول الغيث تأثير الأزمات الإقليمية على خطط التحول الاقتصادي، مشيراً إلى أن ارتفاع أسعار النفط قد يوفر دفعة مالية إضافية لدول الخليج. لكنه أكد أن الاستقرار لا يزال هو الخيار الأفضل للنمو الاقتصادي المستدام. وذكر أن السعودية قد عملت على تنويع مصادر دخلها وتقوية اقتصادها غير النفطي، مما يمنحها مناعة نسبية أمام الصدمات الخارجية.

السياسة النقدية كما تتأثر بالتوترات العالمية

في سياق آخر، تناول الغيث قرارات السياسة النقدية الأمريكية، مشيراً إلى أن استمرار التوترات وارتفاع أسعار النفط قد يعقد خطط مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن خفض معدلات الفائدة، بسبب المخاوف من إعادة ظهور الضغوط التضخمية. وأوضح أن التوقعات الحالية تشير إلى احتمال وجود خفضين لمعدل الفائدة في 2025، ولكن توقيتهما قد يتأجل إلى الربع الأخير من العام عوضاً عن النصف الثاني، نتيجة ارتفاع المخاطر المحيطة بالاقتصاد العالمي.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *