التحذيرات تتصاعد: الضربة الأميركية ضد إيران تتسم بالتهور والاستعراض، وتهديدات ردود الفعل الإيرانية تتفاقم

مالك عبيدات – وصف اللواء المتقاعد مأمون أبو نوار، الخبير العسكري والاستراتيجي، الضربة الأميركية التي استهدفت المفاعل النووي الإيراني بأنها “متهورة وخطيرة وغير ضرورية”. وأكد أن الخيارات الدبلوماسية كانت متاحة، إلا أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اختار التصعيد، مما أدى إلى تفاقم الأزمة في المنطقة.

وأشار أبو نوار في حديثه إلى أن قصف منشأة “فوردو” النووية زاد من التوترات في المنطقة وربما على مستوى العالم، موضحاً أن الضربة استهدفت جبالاً صماء تحت ذريعة استهداف المفاعل، على الرغم من أن المفاعل مختبئ داخل هذه الجبال، التي لديها قدرة على امتصاص آثار الضربات. ولفت إلى أن العملية لم تُدعم بأي صور جوية أو معلومات استخبارية موثوقة، ولم تُنشر تقييمات عسكرية واضحة بشأن نتائجها، مما يثير تساؤلات حول جدوى هذه الضربة التي قُدرت بأنها مبالغ فيها وكان أثرها محدوداً.

توقع أبو نوار أن ترد إيران في الأيام المقبلة عبر ضربات صاروخية “رمزية” ذات تأثير تدميري فعّال داخل إسرائيل، بالإضافة إلى تفعيل أدواتها الإقليمية في مضيق هرمز وباب المندب وخليج عمان، إلى جانب تحريك حزب الله في لبنان والعراق والمليشيات المتحالفة معها لاستهداف القواعد الأميركية في المنطقة.

أوضح أن بعض دول الخليج قد طلبت من واشنطن عدم تنفيذ الضربات ضد إيران والعراق، لكن هذه الطلبات لم تُحترم، مما وضع الحلفاء في موقف محرج. وأكد أن واشنطن تهتم فقط بفرض مشروع قيادة إقليمية بالتعاون مع إسرائيل.

اعتبر أبو نوار أن الدول العربية، لا سيما الأردن ومصر، ترفض تصعيد الأوضاع الحالي، مما يزيد من احتمالية عودة التحركات الدبلوماسية إلى السطح. واعتبر زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى روسيا مؤشراً مهماً على البحث عن حلول سياسية، خاصة مع اقتراب اجتماع مجلس الأمن، رغم توقعه باستخدام واشنطن “الفيتو” لإفشال أي إدانة محتملة.

رجح أبو نوار وجود قنوات دبلوماسية خلف الكواليس تسعى لإيجاد مخرج للأزمة بعد الصدمة التي أحدثتها الضربة الأميركية، واصفاً العملية بأنها لم تكن معقدة أو خطرة، بل كانت استعراضاً للقوة تم تضخيمه إعلامياً دون أن يحقق نتائج ملموسة. في ختام حديثه، أكد أن الرئيس ترامب لم يحترم حلفاءه وورطهم في تصعيد لا طائل منه، متسائلاً: “ما الأضرار الحقيقية التي لحقت بالمفاعل النووي المستهدف؟” مشدداً على أن إيران دولة قوية ذات قيادة راسخة، وأي تغيير في نظامها يجب أن يأتي من الداخل، متوقعاً أن تتدخل قوى دولية مثل روسيا والصين لإعادة التوازن وضمان عدم الانزلاق نحو حرب مفتوحة.

أبو نوار: الضربة الأميركية غير ضرورية وتداعياتها مستمرة

الضربة الأميركية ضد إيران تمثل تصعيداً غير مبرر، وتتوقع ردود أفعال قد تعقد الأوضاع أكثر في المنطقة.

رد الفعل الإيراني المرتقب وتأثيراته الإقليمية

تسعى إيران إلى اتخاذ خطوات رد فعل تعكس قوتها، مما يضاعف احتمالات التوترات في الإقليم، وعلى العالم أن يتأهب لمواجهة تداعيات ذلك.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *