التوتر الإقليمي بعد الضربات الأمريكية على المواقع النووية الإيرانية
شهدت المنطقة حالة من القلق والترقب عقب القصف الأمريكي الذي استهدف ثلاثة مواقع نووية إيرانية في الساعات الأولى من صباح الأحد، مما أثار مخاوف بشأن احتمال انتشار الإشعاعات النووية وتأثيرها المحتمل على سلامة سكان الشرق الأوسط. وفي هذا السياق، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مسؤولية بلاده الكاملة عن هذه الهجمات، مشيراً في منشور له على منصة “تروث سوشيال” إلى أن العمليات استهدفت منشآت فردو ونطنز وأصفهان، واصفاً نتائج الغارات بأنها ناجحة للغاية.
التهديد الإشعاعي وآثاره المحتملة
تزايد النقاش في أعقاب الضربات حول احتمالية حدوث مخاطر إشعاعية على دول المنطقة، خصوصاً بعد تدمير بنية تحتية نووية داخل الأراضي الإيرانية. وقد تساءل العديد عن مدى تأثير تلك الأحداث على دول مثل مصر ودول الخليج، واحتمالية وصول التأثيرات الإشعاعية إلى خارج إيران. من جانبها، أعلنت مركز السلامة النووية الإيراني صباح الأحد 22 يونيو 2025 أنه لم يتم رصد أي علامات لتسرب أو تلوث إشعاعي، مطمئناً سكان المناطق القريبة من المواقع المستهدفة بعدم وجود خطر مباشر على صحتهم أو بيئتهم. وأشار المركز إلى أن الإجراءات الوقائية تم تنفيذها مسبقًا، بما في ذلك إخلاء المنشآت النووية من العاملين قبل وقوع الهجوم.
أما في مصر، فقد أوضحت هيئة الرقابة النووية والإشعاعية أنه لا يوجد أي تأثير سلبي مباشر على الأراضي المصرية نتيجة التطورات الحالية، مبينةً أن جميع أجهزة الرصد النووي المعتمدة لم تسجل أي مستويات إشعاع غير طبيعية، سواء داخل مصر أو من التقارير الواردة من الدول المجاورة لإيران. كما أكدت الهيئة استمرارها في متابعة الأحداث على مدار الساعة عبر أحدث منظومات الرصد والإنذار المبكر.
في المملكة العربية السعودية، أصدرت هيئة الرقابة النووية والإشعاعية بيانًا طارئًا أكدت فيه عدم وجود أي آثار إشعاعية غير اعتيادية سواء في الأراضي السعودية أو بدول الخليج نتيجة الضربات الأمريكية على المرافق النووية الإيرانية. جاء هذا البيان في إطار حالة من التفاعل والقلق الشعبي. وكشف مصدر مطلع في إيران أن الحكومة قامت بنقل غالبية مخزونها من اليورانيوم المخصب بدرجة عالية إلى مكان سري وآمن قبل الهجوم، كخطوة وقائية لمنع انتشار أي كارثة إشعاعية.
وردًّا على ذلك، استنكر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الهجمات، معتبرًا أنها انتهاك صارخ للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. وأكد أن بلاده تحتفظ بحق الرد على هذا التصعيد، مشيراً إلى أن الضربات تشكل تهديدًا مباشرًا للأمنين الإقليمي والعالمي. ودعا المجتمع الدولي ومجلس الأمن للتحرك السريع لمنع تكرار هذه الأعمال غير القانونية. في خضم هذه التطورات المتسارعة، يبقى الوضع في المنطقة مفتوحاً على جميع الاحتمالات، مع استمرار القلق بشأن تداعيات الضربات على الاستقرار الإقليمي ومستقبل الملف النووي الإيراني.
اترك تعليقاً