حرائق غابات تتسبب في استنفار الدفاع المدني في الجنوب
استيقظت منطقتان مختلفتان في المملكة، بينما اتسم يومهما بالهدوء المعتاد، على أصوات أجهزة الطوارئ التي هرعت للتعامل مع حريقين اندلعا في غطاء نباتي كثيف. وقد أكدت المديرية العامة للدفاع المدني أن فرقها بدأت العمل يوم السبت لمكافحة الحريقين اللذين نشبا في مناطق جبلية، حيث كان الأول في أبها والثاني في محافظة المندق بالباحة. كانت الظروف الصيفية الجافة قد ساعدت في انتشار النيران، مما زاد من تعقيد الوضع.
وأفادت مديرية الدفاع المدني في عسير أن الحريق الذي اندلع في أبها كان في منطقة جبلية تحتوي على أشجار وأعشاب، وتم رصده بسرعة، مما أدى إلى إرسال فرق ميدانية للحيلولة دون انتشار النيران. وقد أشارت الجهات الرسمية إلى أن عمليات الإطفاء لا تزال مستمرة في الوقت الحالي، وسط صعوبات تضاريسية تزيد من التحديات أمام فرق الإطفاء.
حرائق غابات في المناطق الجبلية
في السياق ذاته، بدأ الدفاع المدني في منطقة الباحة بالتعامل مع حريق مشابه في محافظة المندق، حيث انتشرت النيران لتطال أجزاء من الغطاء النباتي. استدعى الأمر تدخل الفرق الأرضية والطواقم الفنية لمواجهتها. وبحسب مصدر ميداني، شكلت طبيعة الأرض الجبلية تحديًا كبيرًا، خاصة مع ارتفاع الحرارة والرياح القوية التي ساهمت في اتساع نطاق الحريق. لكن الخبرات العالية لفرق الدفاع المدني ساعدت على تقليل الأضرار ومنع وصول النيران إلى المناطق السكنية.
تم رصد تصاعد أعمدة دخان كثيفة في سماء المواقع المحترقة، مما أثار قلق السكان، خاصة مع تكرار حوادث الحرائق في هذا الفصل بسبب الظروف الجوية. ومن المتوقع أن تكشف التحقيقات المبدئية عن أسباب اندلاع الحريق، في حين أن المختصين قد أشاروا إلى أهمية تعزيز برامج التوعية للحد من مثل هذه الظواهر.
علاوة على ذلك، تأتي هذه الحوادث وسط تصاعد المخاوف من زيادة حرائق الغابات في الجنوب خلال فصل الصيف، حيث تُعتبر أبها والمندق من المناطق الغنية بالنباتات، مما يزيد من خطورة الحرائق في حالة عدم وجود تدخل سريع. وقد تفاعل العديد من رواد وسائل التواصل الاجتماعي مع الأحداث، مطالبين بتطوير الوسائل المستخدمة لمكافحة الحرائق وتعزيز الجهود البيئية.
يُذكر أن الدفاع المدني يقوم سنويًا بحملات توعوية حول مخاطر الحرائق وكيفية التعامل مع الحوادث البيئية، ورغم ذلك، تظل الحاجة ملحة لتعزيز الجهود الوقائية، خاصة في ضوء التغيرات المناخية التي تساهم في زيادة الحوادث. وتؤكد فرق الدفاع المدني أنها تركز الآن على إخماد النيران بالكامل وضمان عدم تجددها. حتى الآن، لم تسجل إصابات أو أضرار كبيرة في الممتلكات، وهو ما يُعتبر دليلًا على كفاءة الاستجابة السريعة من الفرق الميدانية.
تواصل الجهات المعنية العمل مع الدفاع المدني من أجل تقديم الدعم اللوجستي المطلوب لمكافحة الحرائق. كما يوصي المختصون بضرورة تنفيذ مشاريع دورية لإزالة الأعشاب الجافة في المناطق الجبلية لتعزيز الخطط الوطنية للحد من آثار التغير المناخي. ينتظر الكثيرون تقارير من الدفاع المدني حول الحادثة والجهود المبذولة.
اترك تعليقاً