الوطن يزدهر بالانتماء الصادق، لا بالادعاءات!

الوطن لا يُحمى بالادعاء بل بالانتماء الصادق

كتب عوني الرجوب * في زمن اختلطت فيه الألقاب الزائفة بالحقائق، نجد أن بعض الأفراد، الذين يرتدون عباءة الوطنية بشكل مزيف، يعتبرون أنفسهم أكثر حرصًا على الوطن من أهله الحقيقيين. يتحدثون باسم الشعب رغم افتقارهم لفهم حقيقي للمعاني الوطنية، حيث يقتصر دورهم على التغني بالوطن في منصات التواصل الاجتماعي. هؤلاء الأشخاص يجهلون معنى العمل الوطني الجاد، فيكتبون منشورات سطحية تفتقر للمضمون والهدف، ممتلئة بالأخطاء الإملائية والركاكة الفكرية، ومع ذلك يمنحون أنفسهم ألقابًا مثل “إعلامي”، “مستشار”، “مراقب سياسي”، أو حتى “سفير النوايا”، سواء كانت نواياهم طيبة أم سيئة، وهم لا يملكون نوايا أصلًا.

الوطن يحتاج إلى من يعمل بصمت، من يقول الكلمة الصادقة، لا من يتبع صيحات الجماهير. لا نشترط جزاءً أو شكرًا، نحن أبناء هذا الوطن الذين نؤمن بأن الدفاع عنه لا يكون عبر الشتائم أو مهاجمة الآخرين، بل من خلال الكلمة الهادفة والموقف الشريف. الوطنية الحقيقية تعني الاستماع للآخر وتقبل الاختلاف، لبناء وطن متماسك رغم تنوع الآراء. أولئك الذين لا يحتملون اختلاف الرأي أو يسعون لنفيه ليسوا مؤهلين للحديث عن الوطنية والحرية.

الولاء الحقيقي للوطن يستند إلى الأفعال

نحن لا نحتاج لألقاب زائفة أو منشورات مشوهة، لأننا نحب الأردن بصدق. الجيش والأجهزة الأمنية والإعلام الوطني والشرفاء من الرجال والنساء هم من يحملون الأعباء الوطنية الحقيقية. يجب علينا أن نكون أكثر وعيًا، فالوطن ليس ملكًا لأحد، وليس هناك من يستحق تحديد ما هو الجيد أو السيئ.

يجب ألا ننخدع بالاستعراضات والأصوات العالية المدعية الوطنية؛ لأن قوة الوطن تكمن في صدق نوايا أبنائه وعملهم الجاد. لذا على المتسلقين إدراك أن الأردن قوي، وأن استمراره وازدهاره يعتمد على العمل المخلص والنابع من القلوب، وليس على الشعارات الفارغة والألقاب الزائفة. الوطن بحاجة إلى من يثبّت أقدامه على الأرض بعمل حقيقي، بعيدًا عن ضوضاء الادعاءات والاتهامات.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *