تحولات الرياضة والشباب في سورية
أكد وزير الرياضة والشباب في سورية، محمد سامح حامض، أن إنشاء وزارة الرياضة يعد خطوة تطويرية حقيقية وليس مجرد إجراء شكلي. هذا التحول يعكس الحاجة المتزايدة للارتقاء بقطاعي الرياضة والشباب في البلاد. وأشار الوزير إلى أن الاتحاد الرياضي العام، رغم الجهود الكبيرة التي بذلها على مدار السنوات الماضية، يواجه تحديات كبيرة تتعلق بالهيكلية والتنظيم، مثل الإدارة المغلقة ونقص الرؤية الاستراتيجية، بالإضافة إلى عدم القدرة على متابعة التطورات السريعة في المجال الرياضي سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي.
إحداث تغييرات تنظيمية جديدة
وأوضح الوزير أن تأسيس الوزارة يندرج ضمن خطة شاملة لإجراء تحديثات قانونية وتنظيمية تستهدف بناء نظام رياضي وشبابي متطور يركز على الكفاءة والشفافية والابتكار. كما أكّد أن من أولويات الوزارة تطوير الهيكل التنظيمي، حيث سيتم اعتماد هيكلية جديدة مستوحاة من التجارب العالمية الناجحة. وستجري مراجعة شاملة للقوانين المتعلقة بالاتحادات الرياضية والأندية، مما سيفتح المجال أمام استقطاب الاستثمارات المحلية والدولية.
وشدد الوزير على أن الهيكل القديم للاتحاد الرياضي لن يُلغى بالكامل، بل سيتم إعادة هيكلته مع دمج ما هو فعّال وإنشاء مديريات جديدة متخصصة في مجالات مثل التخطيط، الاستثمار، الإعلام، والحوكمة. كما أشار إلى أهمية دمج قطاع الشباب بشكل رسمي ضمن عمل الوزارة.
فيما يتعلق بالبنية التحتية الرياضية، أكد الوزير عن وجود خطة شاملة لإعادة تأهيل المنشآت المتضررة من الحرب، بميزانية تصل إلى نحو 50 مليار ليرة سورية حتى نهاية عام 2025، مع بدء مشاريع التأهيل فور الانتهاء من المزايدات. وأوضح وجود تعاون دولي مهم، خاصة مع دولة قطر وشركة “Matchworld Group”، لدعم التأهيل الفني والاستشاري للمشاريع الرياضية.
وفيما يتعلق بإدارة المنتخبات الوطنية، ذكر الوزير أن الوزارة تهدف إلى خلق بيئة احترافية تشمل تحديث القوانين لجذب الاستثمارات والراعين، مما يسهم في تحسين أداء الرياضيين. كما تعهد الوزير بإجراء انتخابات شفافة لاتحاد كرة القدم وفق المعايير الدولية لضمان مشاركة جميع الأطراف المعنية.
وأشار الوزير إلى أن التجربة السعودية تعتبر واحدة من أبرز نماذج تطوير القطاع الرياضي، حيث تمكنت من تحويل الرياضة إلى أداة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال “رؤية السعودية 2030”. وأكد أن سورية تسعى للاستفادة من هذه التجربة، من خلال بناء شراكات مع الجهات الرياضية السعودية في مجالات التدريب والتطوير. وأكد أن نجاح أي تجربة عربية يُعتبر مكسبًا للمنطقة، مضيفًا بأن سورية تعمل على بناء نموذج رياضي خاص بها يستفيد من التجارب الناجحة مع الحفاظ على خصوصيتها.
اترك تعليقاً