الانقلاب الصيفي وتأثيره في نصف الكرة الشمالي
يشهد نصف الكرة الشمالي، بما في ذلك المملكة العربية السعودية، ظاهرة الانقلاب الصيفي، وهو ما يعني بداية فصل الصيف وفقًا للتقويم الفلكي، وفق ما أعلنته جمعية جدة الفلكية. أوضح المهندس ماجد أبو زاهرة، رئيس الجمعية، أن هذه الظاهرة ستحدث بالضبط في الساعة 5:42 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة، حينما تكون الشمس في وضع عمودي تام فوق مدار السرطان عند دائرة عرض 23.5 درجة شمالًا. نتيجة لذلك، سيكون هذا اليوم هو الأطول في السنة من حيث ساعات النهار في نصف الكرة الشمالي.
أكد أبو زاهرة أن الشمس تشرق في هذا اليوم من أقصى الشمال الشرقي وتغرب في أقصى الشمال الغربي، مما يؤدي إلى أن تكون ظلال الأجسام أقصر ما يمكن عند الظهيرة، حيث تصل الشمس لأعلى نقطة في السماء طوال العام، وخصوصًا في المناطق الواقعة شمال خط الاستواء. يمثل الانقلاب الصيفي لحظة فلكية خاصة، يتم فيها ميل الأرض إلى الشمس بأقصى زاوية، وهي 23.5 درجة، مما يفسر طول النهار في نصف الكرة الشمالي وقصوره في نصفها الجنوبي، حيث يشهد نصف الكرة الجنوبي الانقلاب الشتوي في هذه الفترة.
التحولات الفلكية وتأثيراتها
أشار أبو زاهرة إلى أن تاريخ الانقلاب الصيفي لا يثبت في يوم واحد سنويًا، بل يتراوح عادة بين 20 و22 يونيو، وهو ما يعود إلى الفارق بين السنة الميلادية والسنة المدارية، بالإضافة إلى التأثيرات الناتجة عن جاذبية القمر والكواكب والتحولات الطفيفة في دوران الأرض. ومع إضافة يوم كبيس كل أربع سنوات، يتم تصحيح هذه الاختلافات.
كما أكد على أهمية التمييز بين الصيف الفلكي والصيف المناخي؛ حيث يعتبر خبراء الأرصاد الجوية أن الصيف المناخي يمتد من 1 يونيو إلى 31 أغسطس، بينما يبدأ الصيف فلكيًا في يوم الانقلاب الصيفي. على الرغم من أن هذا اليوم يعد الأطول من ناحية ساعات ضوء الشمس، إلا أنه ليس بالضرورة الأشد حرارة، وذلك بسبب ما يُعرف بالاستجابة الحرارية المتأخرة. تحتاج اليابسة والمحيطات والغلاف الجوي إلى وقت طويل لامتصاص الحرارة وتخزينها قبل إعادة إطلاقها، مما يؤدي عادة إلى ارتفاع درجات الحرارة في شهري يوليو وأغسطس.
وفي إشارات تاريخية، استشهد أبو زاهرة بالفلاسفة اليونانيين القدماء، مثل إراتوستينس، الذين استخدموا ملاحظاتهم حول يوم الانقلاب الصيفي لحساب محيط الأرض بدقة بواسطة مبادئ هندسية بسيطة. يجدر بالذكر أن الشمس بعد يوم الانقلاب الصيفي تبدأ بالتحرك تدريجيًا نحو الجنوب، مما يؤدي إلى تقليص ساعات النهار تدريجيًا حتى موعد الاعتدال الخريفي الذي سيكون في 22 سبتمبر.
اترك تعليقاً