جاءت السنة النبوية الشريفة لتوجيه المؤمنين نحو تحصين النفس وحمايتها من أي شر قد يحيق بها،في عالم مليء بالسحر والحسد والعين، يُعتبر ذكر الله وتعزيز العلاقة معه من الوسائل الفعّالة للحماية،لذلك، حقيبة الأذكار والتلاوات القرآنية تمثل درعًا هامًا ضد هذه المخاطر،من خلال هذا المقال، سنستعرض أساليب التحصين اليومي وأبرز الأذكار التي يُنصح بالمواظبة عليها لتحقيق الأمان الروحي والنفسي.
تحصين النفس اليومي
إن تحصين النفس اليومي يتطلب من الفرد ترديد مجموعة من الأذكار والآيات القرآنية التي وردت في السنة النبوية، والتي تعتبر وسائل فعالة لحماية النفس من الأذى،إن الإنسان لا يصاب بمكروه إلا إذا أراد الله ذلك، مما يعني أنه من الضروري أن نحصن أنفسنا بالتضرع إلى الله وتحقيق الطمأنينة من خلال الطاعات،وقد زودتنا السنة النبوية بالأذكار والأدعية التي تعزز من صلتنا بالله، مما يسهم في توفير الحماية والسكينة المطلوبة في حياتنا اليومية.
أقوى تحصين يومي داوم عليه
بعد التعرف على مفهوم التحصين اليومي، يجب أن تُذكر طرق التحصين بطريقة مفصلة وواضحة،من خلال قراءة الآيات والأذكار، يمكن تحقيق شعور بالأمان والحماية، مما يمنح الإنسان هالة من النور الروحي التي تحصنه من الأذى،ومن أبرز الأذكار التي يُوصى بها
- “أعوذ بكلمات الله التامات، التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، من شر ما خلق وذرأ وبرأ ومن شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها ومن شر ما ذرأ في الأرض وبرأ ومن شر ما يخرج منها ومن شر فتن الليل والنهار ومن شر كل فتن الليل والنهار ومن شر كل طارق يطرق إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمن”.
- “أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه”.
- “اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم أحفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي”.
- خواتيم سورة البقرة قبل النوم “آمَنَ الرَّسول بِمَا أنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمؤْمِنونَ كلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكتبِهِ وَرسلِهِ لَا نفَرِّق بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رّسلِهِ وَقَالوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِير،لَا يكَلِّف اللَّه نَفْسًا إِلَّا وسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تؤاخذنا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَه عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْف عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلَانَا فَانصرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ. [سورة البقرة، الآية: 285-286]
- المعوذتين وسورة الإخلاص.
- آية الكرسي.
- سورة الكافرون.
- بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم (تُردد ثلاث مرات)، وأيضًا لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير (تُردد مائة مرة).
أقوى أدعية وأذكار التحصين
في هذا السياق، نقدم مجموعة من الأدعية والأذكار التي تتعلق بالتحصين وهي كالتالي
- اللهم عافنا واعف عنا واحفظنا من كل شر باسمك الكريم الحافظ المانع.
- اللهم توكلنا عليك وفوضنا أمورنا إليك فلا ترينا في أنفسنا وفي أحبابنا بأسًا يبكينا.
- اللهم احفظني وعافني واحميني من كل شر أنت تعلمه وأما لا أعلمه.
فضل الدعاء في تحصين النفس
من المعلوم أن الدعاء يُعتبر أحد أهم العبادات التي يحبها الله، حيث يحرص المسلمون على الالتزام بها في شتى الأوقات،يتجلى ذلك في قول الله تعالى ” وقال ربكم ادعوني استجب لكم.” (سورة غافر)، وأيضًا في قوله تعالى ” ادعوا ربكم تضرعاً وخفية ودون الجهر من القول بالغدو والآصال.” [سورة الأعراف]، فهذا يؤكد على أهمية الدعاء في حياتنا اليومية،كما أن الشعور بقرب العبد من ربه يساهم في تعزيز الحماية والسكينة، مما يدفع المؤمن للاعتماد على الله في كل أموره.
إن تحصين النفس يتطلب من المسلم القيام بمجموعة من العبادات التي تقربه من الله، مثل الصدقة وصلاة قيام الليل، بالإضافة إلى المواظبة على قراءة الأذكار وأدعية الصباح والمساء التي تعتبر من الممارسات الهامة التي تعزز من مناعة الروح، وتحمي المسلم بفضل الله من كل مخاطر قد تواجهه.