تستعد الحكومة العراقية لإجراء أول تعداد سكاني شامل وموحد منذ مرور 27 عامًا على آخر تعداد، وهو الأمر الذي يُعتبر ضرورة ملحة لجمع بيانات دقيقة حول التوزيع السكاني، ما يساهم في تحقيق العدالة في توزيع الموارد والخدمات،وقد عرضت الحكومة عطلة رسمية وحظر تجوال خلال يومي 20 و21 نوفمبر 2025، بما يضمن التيسير لفرق التعداد في عملها،وقد أثار هذا القرار اهتمامًا واسعًا بين المواطنين، خاصة مع تخصيص عطلة موسعة في إقليم كردستان لتشجيع المشاركة،في هذا المقال، نسلط الضوء على تفاصيل عطلة التعداد السكاني والإجراءات ذات الصلة.
عطلة التعداد السكاني في العراق 2025
قررت الحكومة العراقية أن يكون يومي 20 و21 نوفمبر 2025 عطلة رسمية لكافة المواطنين في جميع ربوع البلاد،هذه العطلة تهدف إلى تسهيل عمليات التعداد من خلال تمكين الفرق المدربة من الوصول إلى المنازل على نحو سلس، وتسجيل بيانات السكان بصورة دقيقة دون اي عوائق محتملة،لذا، ستكون هذه العطلة فرصة مهمة للمساهمة في تحقيق الهدف المنشود من التعداد السكاني.
إضافة إلى ذلك، ستُضاف إلى يومي العطلة الأسبوعية المعتادة، وهما يومي الجمعة والسبت، ليصل العدد الإجمالي للأيام الخاصة بالتعداد السكاني إلى أربعة أيام في معظم المحافظات العراقية، مما يتيح وقتًا كافيًا لجميع الأسر للتعاون مع الفرق الزائرة.
عطلة موسعة في إقليم كردستان
وفي خطوة تدل على أهمية الحدث، أعلنت حكومة إقليم كردستان عن تمديد العطلة لتشمل 9 أيام، تبدأ من يوم الجمعة 15 نوفمبر 2025 وتستمر حتى 23 نوفمبر 2025،تشمل هذه العطلة جميع الطلاب في المدارس والجامعات، وموظفي القطاعين الحكومي والأهلي، إضافة إلى أفراد القوات الأمنية، بما يضمن أعلى نسبة من المشاركة في التعداد السكاني.
الهدف من تلك الخطوة هو تعزيز انخراط سكان إقليم كردستان في هذا المشروع الوطني، خصوصًا من يقطنون المناطق المتنازع عليها والذين يُعزَز حضورهم للمدن الكردية في هذه الفترة، وبالتالي يتمكنون من ضمان احتسابهم كسكان محليين، مما يضمن الحفاظ على حقوقهم.
أهمية التعداد السكاني
يعتبر تعداد السكان في العراق 2025 خطوة بالغة الأهمية لتحديث البيانات الديموغرافية، حيث إن هذا التعداد يُعدّ الأول من نوعه منذ عام 1997،ومن خلال هذا العمل، تسعى الحكومة إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية، منها
- جمع بيانات دقيقة وموثوقة حول العدد والتوزيع السكاني.
- تحقيق التوزيع العادل والمتناسب للموارد والخدمات.
- دعم خطط التنمية المستدامة التي تعتمد على معلومات دقيقة.
- توفير المعلومات اللازمة لتحسين التخطيط الاقتصادي والاجتماعي، مما يعزز قدرة الحكومة على اتخاذ قرارات مستنيرة.
حقيقة تأجيل التعداد السكاني
انتشرت شائعات عبر منصات التواصل الاجتماعي حول تأجيل التعداد السكاني، إلا أن الحكومة العراقية قامت بتأكيد أن التعداد سيتم وفق الجدول الزمني المحدد له، أي في يومي 20 و21 نوفمبر 2025،كما أوضحت الحكومة أن التعداد يُعتبر مشروعًا وطنيًا استراتيجيًا ومن الضروري أن يُنفذ في الوقت المحدد لضمان الحصول على بيانات دقيقة تسهم في تحسين البنية التحتية وتطوير الخدمات العامة المقدمة للمواطنين.
إلى أبناء الشعب العراقي الكريم، أدعوكم إلى المشاركة الفاعلة في التعداد العام للسكان، ان التعداد يسهم في بناء مستقبل أفضل للعراق، من خلال توفير قاعدة بيانات دقيقة تُعيننا على اتخاذ قرارات تُحسّن الخدمات وتعالج القضايا التي تواجه مواطنينا.
إن هذا الإجراء الحيوي يتيح للحكومة وأجهزة
— محمود المشهداني (@MH_Almashhdani)
وسم “كلنا سنكون في كركوك”
في سياق الاستعدادات للحملة ، أطلق نشطاء من كردستان وسمًا على وسائل التواصل الاجتماعي بعنوان “كلنا سنكون في كركوك”، والذي يهدف لدعوة سكان كركوك الذين يقيمون في مناطق أخرى للعودة إلى مدينتهم خلال أيام التعداد، وذلك لضمان احتسابهم على أنهم سكان محليين وحماية حقوقهم التاريخية كمواطنين.
إجراءات التعداد السكاني
تترافق عملية التعداد السكاني بعدة إجراءات هامة لضمان سيرها بشكل منظم، ومن أهمها
- فرض حظر تجوال يومي الأربعاء والخميس، مما يسمح بالتحكم في حركة الناس خلال أيام التعداد.
- تخصيص فرق جوالة ومتخصصة تتولى زيارة المنازل وجمع البيانات اللازمة.
- إقامة تعاون فعال بين الحكومة المركزية وحكومة إقليم كردستان لتغطية كافة المناطق، بما في ذلك تلك التي تعاني من النزاعات.
في الختام، يُعد التعداد السكاني المقرر إجراؤه في العراق عام 2025 حدثًا محوريًا في مسار التنمية والتطوير الوطني، فهو يساهم في تحسين العدالة الاجتماعية وتوزيع الموارد بشكل أكثر فاعلية،ومع تخصيص عطلة رسمية لمنح الفرصة للجميع للمشاركة، تأمل الحكومة أن تتم عملية التعداد بسلاسة ودقة، مما يسهم في تعزيز مستوى الخدمات وتحسين البنية التحتية، وهذا بدوره سوف يؤثر بشكل إيجابي على حياة جميع المواطنين العراقيين.