محلل سياسي: مصر والسعودية ترفضان أي مساعٍ لتقسيم سوريا

قال الدكتور علي العنزي، المحلل السياسي السعودي، إن جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية ستسعيان إلى فعل أكثر من مجرد الدعم السياسي للتطورات الحاصلة في سوريا، حيث ستبذلان كل ما في وسعهما لمنع تفتيت الدولة السورية، وهو ما يعتبر أحد أهم الملفات الاستراتيجية في المنطقة.

ضرورة حماية سوريا من الداخل

وأضاف العنزي، في حديثه لقناة القاهرة الإخبارية، أننا بحاجة إلى أن يضع المكون السوري مصلحة الوطن فوق المصالح الشخصية، إذ أن الهدف الأساسي هو مستقبل سوريا وازدهارها. وأكد على أهمية إدراك أن الحماية الحقيقية لا تأتي من الخارج، بل يجب أن تنبع من وحدة الصف واحترام جميع مكونات الشعب السوري.

وأشار العنزي أن الرهان على التدخل الخارجي والاستنجاد بإسرائيل هو رهان فاشل، حيث أن إسرائيل لا تسعى إلا لمصالحها الشخصية، وهي نفسها التي تتسبب في مآسي المدنيين في غزة، فما الفائدة من اتخاذها كمنقذ لمكون عربي آخر؟

التنسيق العربي لضغوطات فعالة

وذكر المحلل السياسي أن الاحتلال الإسرائيلي، تحت إدارة بنيامين نتنياهو، يحاول تنفيذ مشروعات مثل “ممر داوود” لتغيير خريطة المنطقة والسيطرة على مواقع استراتيجية مثل قمة جبل الشيخ. ومع ذلك، أكد أن هذه المخططات لن تنجح بوجود مصر والسعودية اللتين ستدافعان بقوة عن وحدة سوريا.

كما أشار العنزي إلى أن مصر والسعودية تمتلكان أوراق تأثير قوية يمكن استخدامهما للضغط على الأطراف التي تثير الخلافات داخل سوريا. وشدد على ضرورة إطلاق حوار وطني سوري شامل، بالإضافة إلى ضرورة استغلال النفوذ العربي، خصوصاً من قبل السعودية ومصر، للضغط على الولايات المتحدة لوقف عمليات الاعتداء الإسرائيلية المتكررة ضد سوريا.

وفي السياق نفسه، فإن العمل العربي المنسق يمثل خطوة أساسية نحو تحقيق الاستقرار في سوريا وتعزيز وحدة الصف بين مكوناتها. إن تجاهل هذه الدمج العربي وتفاصيل الحوار الوطني سيكون له آثار سلبية على مستقبل البلاد.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *