أستاذ سعودي: الشراكة المصرية السعودية تعزز استقرار النظام العربي ضد محاولات زعزعته

الشراكة السعودية المصرية كدعامة لاستقرار النظام العربي

أكد الدكتور محمد صالح الحربي، أستاذ الدراسات الاستراتيجية والعلوم السياسية في السعودية، أن العلاقة بين مصر والمملكة العربية السعودية أصبحت تتجاوز إطار العلاقات الثنائية التقليدية، حيث تمثل اليوم ركيزة أساسية لاستقرار المنطقة ونظام الدول العربية بشكل عام. وأوضح الحربي، في حوار مع “الوطن”، أن المنطقة تمر بمرحلة غير مستقرة تتسم بتحولات جيوسياسية وصراعات معقدة تجمع بين قضايا أمنية واقتصادية وسياسية وإنسانية، مما يبرز أهمية الشراكة المصرية السعودية كحائط صد أمام أي محاولات لزعزعة أمن المنطقة.

العلاقة الاستراتيجية بين مصر والسعودية

أشار الحربي إلى أن زيارة وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، لمصر تأتي في إطار التنسيق المستمر بين البلدين في مجالات عدة، مثل الاقتصاد والأمن والسياسة والعسكرة. وأكد أن وجود مجلس تنسيق أعلى برئاسة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يعكس ذلك التنسيق، والذي يمثل تطوراً هاماً من اللجنة العليا المشتركة التي تأسست عام 1989. كما أن هذه الزيارة تعد رسالة دولية تؤكد أن العلاقات المصرية السعودية ليست مجرد علاقات عابرة، بل هي استراتيجية تمتد لعقود، وتعتبر عنصراً مهماً بالنسبة للأمة العربية بسبب الروابط التاريخية والجغرافية بين الشعبين.

حول أهمية التنسيق في الوقت الراهن، أوضح الحربي أن التنسيق بين البلدين يعكس هيكلية استقرار مهمة في نظامهما الإقليمي والدولي المتغير. ففي إطار تحديات التحولات العالمية، يتطلب الأمر تعزيز الجهود المشتركة بين مصر والسعودية لضمان الأمن والسلام في منطقة الشرق الأوسط، ويعتبر المجلس التنسيقي المشترك وسيلة فعالة لتحقيق ذلك الرؤية.

وتحدث الحربي أيضاً عن الفوائد الكبرى التي سوف تحققها العلاقات المتكاملة، موضحاً أن هذا التكامل يجب أن يشمل جميع المجالات مثل التعليم والصحة والبيئة والثقافة والأمن. وأشار إلى الأهمية الاستراتيجية للبحر الأحمر الذي يعد شرياناً حيوياً للتجارة العالمية، مؤكداً ضرورة تعزيز التنمية المستدامة والتعاون بين البلدين على جميع المستويات.

فيما يتعلق برسالة العلاقات المصرية السعودية للعالم، قال الحربي إنها تعكس أن هذا التحالف يمثل محوراً حقيقياً في الشرق الأوسط، ويظهر للجميع أن العلاقة بين قيادتي البلدين متجذرة وقائمة على الفهم الاستراتيجي الطويل الأمد. وأوضح أن التعاون الثنائي لم يعد مجرد رد على الأحداث، بل أصبح له دور فعال في تشكيل الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية.

أشار الحربي كذلك إلى دور التنسيق في خطة إعادة إعمار غزة، حيث تلعب مصر والسعودية دوراً رئيسياً في صياغة خطة عربية شاملة. وقد تم تشكيل لجنة وزارية مشتركة من 10 دول منذ القمة العربية الإسلامية الاستثنائية في 2023، مع توجيه الجهود نحو العمل المشترك المبني على مفهوم حل الدولتين ورفض أي محاولات لإيجاد تسويات غير متناسقة مع هذا الحل.

بهذا، يتضح أن العلاقات المصرية السعودية لا تقتصر على بعد واحد، بل تشمل مجالات متعددة وتستند إلى رؤية استراتيجية مشتركة تهدف إلى تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *