تُعتبر الأضحية من أبرز شعائر عيد الأضحى، حيث يحرص المسلمون على إحياء هذه السنة النبوية من خلال ذبح الأضاحي تقربًا إلى الله عز وجل،ومع اقتراب هذا العيد، وضعنا أمامنا العديد من الأسئلة والتساؤلات حول الأضحية، مثل حكم التخلف عن شرائها،هنا نسعى لتقديم معلومات شاملة حول هذا الموضوع، والإجابة عن الأسئلة المتعلقة بما يجب معرفته حول الأحكام والشروط المتعلقة بالأضحية، بما في ذلك الأحكام التي تنطبق على من لا يُقدر على شراء الأضحية.
ما حكم من لم يستطع شراء أضحية العيد
تاريخيًا، تسعى المجتمعات الإسلامية منذ زمن بعيد إلى اتباع التعاليم الدينية وتطبيق الأوامر التي وردت في كتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم،ومن بين هذه الأوامر تلك المتعلقة بعيد الأضحى، الذي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بقصة نبي الله إبراهيم -عليه السلام- حينما تمّ اختبار إيمانه من خلال رؤية تتطلب منه ذبح ابنه إسماعيل،ومع ذلك، يتساءل البعض حول ما يجب عليهم فعله إذا لم يتمكنوا من شراء الأضحية،فالحكم الشرعي المتعلق بمن لا يستطيع شراء الأضحية هو أنه لا حرج على من لم يتمكن من ذلك وليس عليه أي شيء، وذلك لأن الأضحية تعتبر سنة مؤكد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،ومن الحديث عن أم سلمة رضي الله عنها، نعلم أنه قد ورد “إذا دخل العشر الأول فأراد أحدكم أن يضحّي فلا يمس من شعره ولا من بشره شيئًا”، مما يدل على أهمية الأضحية دون إلزامها على الجميع.
الحكم من تشريع الأضحية
إن الأضحية ليست مجرد تقليد أو ممارسة اجتماعية، بل هي عبادة تحمل في طياتها معاني عميقة،فالأضحية مرتبطة بعلاقة وثيقة بعبادة التضحية التي تَعلمها المسلمون من قصة نبي الله إبراهيم،والمقصود من هذا الفعل هو القرب من الله سبحانه وتعالى،وجدير بالذكر أن الأضحية تُمثل قربان يُذبح من بهيمة الأنعام، والتي تشمل أربع أنواع معروفة لدينا وهي البقر، الماعز، الغنم، والإبل،إن هذه الأضحية تُتيح للمسلمين فرصة كبيرة للشعور بالفرحة، ومشاعر الألفة بين الأهل والجيران،ومن هذا المنطلق، يتوجب على المسلمين التعرف على حكمة هذا التشريع والمعاني المستمدة منه، والتي تشمل
- تربية المسلمين على مبادئ التضحية والصبر، وأهمية تطبيق أوامر الله سبحانه وتعالى،ويُعد صبر النبي إبراهيم مثاليًا يتم تذكره لتعليم الأجيال المقبلة.
- تعليم المسلمين كيف يبذلون المال في سبيل الله، وتحفيزهم على تقديم طاعة الله على الملذات الشخصية.
- تقدير النعم التي أنعم الله بها على عباده، وتعتبر الأضحية تعبيرًا عن شكر الله.
- تقوية الروابط الاجتماعية من خلال إطعام الآخرين، وذلك يساهم في نشر المحبة والإخاء في المجتمع.
شروط الأضحية
بعد بيان أحكام الأضحية وأهميتها، يجب القدرة على فهم الشروط المطلوبة لتحقيق الأضحية بشكل صحيح،حيث قام العلماء بتحديد مجموعة من الشروط التي يجب أن تنطبق على الأضحية حتى تُقبل لدى الله،ومن بين هذه الشروط
- يجب أن تكون الأضحية من بهيمة الأنعام فقط، ولا يجوز تقديم أي نوع آخر.
- يجب أن تتوافق مع السن المحدد من قبل الشريعة، حيث يجب أن تبلغ الإبل خمس سنوات، بينما البقر سنتان، ويجب أن تكون الماعز سنة واحدة والضأن ستة أشهر،كما ورد في حديث رسول الله “لا تذبحوا إلا مسنّةً، إلا أن يعسر عليكم، فاذبحوا جذعةً من الضأن”.
- من الأمور المهمة أيضًا خلو الأضحية من العيوب، حيث ورد في الحديث الشريف “فقال أربعٌ لا تجوزُ في الأضاحي، فقال العوراء بين عورها، والمريضة بين مرضها، والعرجاء بين ضلعها، والكسير التي لا تنقى…”.
- يتعين تقديم الأضحية في الوقت المحدد، والذي يبدأ من بعد صلاة العيد وحتى مغرب الرابع من أيام التشريع.
- استدل على هذا من الحديث “إن أوّل ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلي، ثم نرجع فننحر، فمن فعل ذلك فقد أصاب سنتنا”.
شروط المُضحي
كما أن هناك شروط خاصة بالمضحي تضمن قبول الأضحية، ومن هذه الشروط
- الإسلام من أهم الشروط التي تجعل الأضحية مقبولة، حيث لا تُقبل الأضحية من غير المسلم، لأنها عبادة خاصة بالمسلمين.
- البلوغ يجب أن يكون المضحي بالغًا، وإن لم يكن بالغًا، فإن الأضحية لا تجب عليه؛ إلا إذا كان لديه المال الكافي ويقوم وليه بذبحها.
- ألا يكون حاجًا حيث يجب أن يمتنع من يؤدون شعائر الحج عن ذبح الأضحية، إذ إن لديهم سنة الهدي.
- الإقامة حيث ينصح بأن يكون المضحي مقيمًا، لأن المسافر قد لا يتمكن من القيام بهذا الفعل.
تُعتبر الأحكام الدينية بمختلف مجالاتها أساسًا يجب على كل مسلم اتباعها، حيث إن أي تصرف قد يخالفها قد يُعرض الشخص للإثم ويؤثر على علاقته بربه.