في إنجاز تاريخي يعكس التقدم المستمر في مشروع الطاقة النووية بمصر، استقبل الدكتور أمجد الوكيل، رئيس مجلس إدارة هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء، يوم الإثنين 4 نوفمبر 2025، مصيدة قلب المفاعل للوحدة النووية الرابعة بمحطة الضبعة النووية،حيث تم استقبال المصيدة على رصيف ميناء الضبعة التخصصي، بحضور مجموعة من القيادات من الجانبين المصري والروسي المعنيين بمشروع إنشاء المحطة، مما يدل على التعاون الوثيق بين الدولتين في هذا المجال الحيوي.
تفاصيل وصول المصيدة
أبحرت سفينة الشحن التي تحمل مكونات مصيدة قلب المفاعل من ميناء نوفوروسيسك في روسيا الاتحادية، ووصلت الشحنة إلى مصر وفق المخطط المحدد،وقد أكدت الهيئة استعدادها لإعطاء إشارة البدء لتركيب المصيدة، المزمع أن يتم يوم الثلاثاء 19 نوفمبر 2025، تزامناً مع الاحتفال بالعيد السنوي الرابع للطاقة النووية في مصر، وهو اليوم الذي يوافق توقيع الاتفاقية الحكومية بين مصر وروسيا بشأن بناء وتشغيل أول محطة نووية على الأراضي المصرية.
أهمية مصيدة قلب المفاعل
تُعتبر مصيدة قلب المفاعل مكونًا حيويًا لضمان أمان المحطة، حيث تمثل نظام حماية متطور يُركب أسفل قاع وعاء المفاعل،يهدف هذا النظام إلى التقاط المواد المنصهرة في حالة حدوث انصهار غير محتمل، مما يمنع تسربها من مبنى الاحتواء، وبالتالي يحافظ على البيئة ويعزز سلامة الوحدة،إن وجود مثل هذه الأنظمة يسهم في تعزيز الثقة في أمان الطاقة النووية كمصدر للطاقة.
تصريحات رئيس الهيئة
أعرب الدكتور الوكيل عن سعادته بوصول المصيدة، مشيرًا إلى أنها تمثل خطوة رئيسية نحو تحقيق حلم المصريين بامتلاك محطة للطاقة النووية،وأكد على أهمية تعاون الفرق المصرية والروسية لتحقيق هذا الإنجاز في المواعيد المحددة، حيث كان من المخطط تركيبها في العام المقبل 2025،تلك الجهود المشتركة تعد تجسيدًا للعلاقات الاستراتيجية بين مصر وروسيا في مجال الطاقة.
نظرة مستقبلية
تتكون محطة الضبعة النووية من أربع وحدات طاقة بقدرة 1200 ميجاوات لكل منها، مجهزة بمفاعلات الماء المضغوط من الطراز الروسي VVER-1200، التي تُعتبر من أحدث تقنيات الطاقة النووية،وتُعد هذه المحطة الوحيدة من نوعها في مصر، حيث تسعى الحكومة لتعزيز استخدام الطاقة النووية كجزء من استراتيجية التنمية المستدامة،لذلك، فإن هذا الإنجاز يعكس التزام مصر بتحقيق استدامة الطاقة وتلبية احتياجاتها المتزايدة من الكهرباء.
إن محطة الضبعة النووية ليست مجرد مشروع للطاقة، بل تمثل خطوة نحو مستقبل أكثر أمانًا واستدامة، تتوافق مع طموحات الشعب المصري في الاستفادة من الطاقة النووية كمصدر موثوق ونظيف،تأمل مصر أن تلعب هذه المحطة دورًا رئيسيًا في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز مصادر الطاقة المتجددة.