تعتبر كرة القدم واحدة من أكثر الرياضات شعبية وتأثيرًا في العالم، ومع تطور المنافسات الرياضية، أصبح للحكام دور بارز في تحديد نتائج المباريات،يتعرض الحكام لضغوطات وتدخلات متنوعة، وهو ما يؤثر على قراراتهم في المباريات،في هذا السياق، يبرز حديث الحكم الدولي السابق جهاد جريشة عن التجارب الصعبة التي مر بها، خاصة عند تحكيم مباريات نادي الزمالك، مما يفتح المجال لفهم أعمق لتحديات وظيفة التحكيم في كرة القدم المصرية.
كشف الحكم الدولي السابق جهاد جريشة عن الضغوط والتدخلات التي واجهها خلال مسيرته التحكيمية، خاصة في المباريات التي كان طرفها نادي الزمالك،وفي مقابلة حصرية على بودكاست “فنجان شاي” مع الإعلامي أحمد أسامة، روى جريشة كيف كان رئيس نادي الزمالك، مرتضى منصور، له تأثير كبير في استبعاده عن تحكيم مباريات فريقه،وأشار إلى واقعة لمسة يد أحمد سامى لاعب المقاصة داخل منطقة الجزاء حيث تعرّض بعدها للاستبعاد من مباريات الزمالك لمدة تجاوزت 400 يوم،وكشف جهاد جريشة أنه رغم اعترافه بأنه لم يكن موفقًا في عدم رؤية لمسة اليد، إلا أن الضغط الناتج عن هجمات مرتضى منصور كان قويًا جدًا، على الرغم من أن المنافسة في ذلك الوقت كانت بين الأهلي والمقاصة، وليس الزمالك.
كما تطرق جريشة إلى القوة الإعلامية الكبيرة التي تتمتع بها الأندية الكبرى مثل الأهلي والزمالك، وهو ما يزيد الضغوط على الحكام في المباريات بين الفريقين،هذه الضغوط ليست فقط من الإدارات الرياضية، بل تتضمن أيضًا زخماً إعلامياً كبيراً، مما يجعل الحكام في موقف صعب عند اتخاذ قراراتهم أثناء المباريات،إذ يصبح التكهن بالعواقب والمشاكل المحتملة مع الأندية مجهدًا، مما يؤثر على الأداء وبالتالي على جودة التحكيم بشكل عام،إن هذه الأبعاد المعقدة لتجارب الحكم جريشة تفتح النقاش حول آثار الانحياز والضغوطات الممارسات على رياضة تعد جزءًا من الثقافة الشعبية.
يمنحنا حديث جهاد جريشة رؤية شاملة حول واقع التحكيم في كرة القدم المصرية، ومسؤوليات الحكام الجسيمة في تحمل الضغوطات التي قد تؤثر على قراراتهم،تسلط هذه التجارب الضوء على ضرورة تعزيز استقلالية الحكام وضمان حماية حقوقهم في القيام بعملهم بحرية ودون أي تأثيرات خارجية،إذ يبدو أن المناخ المحيط بالتحكيم يحتاج إلى إصلاحات لضمان العدالة في المنافسات، مما ينعكس إيجاباً على تطور اللعبة وجذب المزيد من الجماهير،في النهاية، تظل كرة القدم لعبة تتطلب تحكيم عادل يبرز روح المنافسة الحقيقية بعيدا عن الانحياز والتأثيرات الخارجية.