السعودية تتصدر أسواق الاستثمار: قيادة استثمارات رأس المال المغامر في الأسواق الناشئة

الاستثمار التكنولوجي في السعودية

بينما تتسارع التطورات الاقتصادية والتجارية على مستوى العالم، تواصل المملكة العربية السعودية تعزيز مكانتها كقوة نامية في مجال الاستثمار التكنولوجي والابتكار في منطقة الشرق الأوسط. تعتمد المملكة على رؤية طموحة مدعومة برأس مال سيادي، بالإضافة إلى دعم حكومي متين واهتمام متزايد من المستثمرين الدوليين، مما يجعلها الرائدة في مجال رأس المال الجريء بالمنطقة وتؤكد تحولها إلى مركز استثماري إقليمي وعالمي.

التمويل الجريء والنماء التاريخي

شهدت السعودية في النصف الأول من عام 2025 قفزات مذهلة في مجال رأس المال الجريء، حيث تم جمع 860 مليون دولار من خلال 114 صفقة تمويل، مما يعكس نمواً سنوياً هائلاً بنسبة 116%. تم دعم هذه الإنجازات من خلال توسيع البرامج المخصصة لدعم المشاريع الناشئة، فضلاً عن الدعم المستمر من الصناديق السيادية، وزيادة الفعاليات التقنية الكبرى مثل مؤتمر “لييب”. كما ساهم اهتمام المستثمرين الدوليين في تعزيز مشهد الاستثمار في المملكة.

استمرت السعودية في التفوق على دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، محافظة على تصدرها كأكثر الدول تمويلاً للشركات الناشئة للعام الثاني على التوالي، بعدما حققت تمويلات بقيمة 750 مليون دولار في عام 2024. ولعل من اللافت أن صفقات التمويل المتوسطة والصغيرة شهدت نموًا بنسبة 34%، مما يعكس تركيز الحكومة على دعم مراحل التأسيس والتوسع الأولى للمشاريع بدلاً من ملاحقة مراحل النمو المتأخرة.

عالمياً، جاءت السعودية في المرتبة الثانية بين الأسواق الناشئة بعد سنغافورة، التي جمعت 1.28 مليار دولار من خلال 120 صفقة. وقد تراجعت التمويلات في سنغافورة بنسبة 37% على أساس سنوي، في حين أن السعودية استمرت في الاتجاه المعاكس بفضل استقرار بيئتها الاقتصادية والإصلاحات المستمرة.

تصدّر قطاع التكنولوجيا المالية (FinTech) المشهد، محققًا نسبة تمويل كبيرة في الشرق الأوسط، حيث بلغت 38%، و45% في أفريقيا وجنوب شرق آسيا. تركزت استثمارات هذا القطاع بشكل خاص في حلول الدفع الإلكتروني ومنصات الإقراض التي أثبتت مرونتها خلال فترات عدم الاستقرار الاقتصادي، مما يجعلها خيارًا مفضلًا للمستثمرين.

بالإضافة إلى التمويل المباشر، شهدت صفقات الاندماج والاستحواذ نشاطًا ملحوظًا، حيث تم تسجيل 55 صفقة في النصف الأول من 2025، مما يمثل زيادة بنسبة 31% مقارنة بنفس الفترة من العام السابق. هذا يدل على دخول بيئة الأعمال الناشئة في المنطقة مرحلة من النضج، حيث تبادر الشركات الكبرى بالاستحواذ على المشاريع الناشئة الواعدة، مما يتيح للمؤسسين فرصًا أسرع لتحقيق الأرباح والخروج.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *