تُعربد إسرائيل في المنطقة دون رادع، وتستغل صمت المجتمع الدولي لتقسيم النسيج السوري ونهب مقدراته وزرع الفوضى متى شاءت. لكن يجب أن تعلم إسرائيل ومن يسير في ركبها أن السويداء جزء لا يتجزأ من سوريا، وأبناؤها – دروزًا وعربًا – هم مواطنون سوريون أصليون لا يقبلون أن يكونوا أداة لمخططات استعمارية أو أدوات لتنفيذ أجندات خارجية. ونُذكّر بأن واحدة من أنبل صفحات التاريخ حين أرسلت الحكومة السورية في خمسينيات القرن الماضي حملة عسكرية إلى السويداء، حيث آثر الزعيم الوطني سلطان باشا الأطرش أن يهرب إلى الأردن، حرصًا على دماء السوريين من جميع الطوائف. لقد فضّل الرحيل على أن يُراق قطرة دم سورية بسبب خلافات مصطنعة، لأن الوطن للجميع والطائفية لا مكان لها في سوريا الحرة.
اليوم، من المحزن أن يعود الحديث عن فرض زعامات بقوة الاحتلال، وأن تُرسم حدود النفوذ الإسرائيلي على حساب المكونات السورية، في محاولة لتفكيك البلاد وزرع الشك بين أبنائها. ولكن هذه المحاولات محكومة بالفشل، كما فشلت في الجنوب اللبناني، وفي غزة، وفي كل بقعة قاومت الاستعمار. نُعلن بوضوح أن الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا، وخاصة على السويداء، مرفوضة ومُدانة بكل أشكالها. لا يحق لدولة احتلال أن تمارس الوصاية على مكونات شعبٍ حر، ولا أن تتحدث باسم الدروز أو سواهم. جميع السوريين، بكافة طوائفهم وقومياتهم، هم أبناء أرض واحدة، ومصير واحد. ندعو اليوم إلى وقف فوري لإطلاق النار، وإلى فتح تحقيق نزيه فيما حدث، ومحاسبة كل من تواطأ أو نفذ أو خطط لعدوان على سوريا.
كما نؤكد على أن وحدة الأراضي السورية خط أحمر لا يمكن تجاوزه، وأن الشعب السوري بجميع مكوناته قادر على حماية وطنه من كل المؤامرات. الرسالة الأهم هي أن السويداء لم تكن يومًا للبيع، وأبناء سلطان باشا الأطرش لم يرثوا السلاح فقط، بل ورثوا الكبرياء والوفاء والانتماء لوطن لا تُقسمه الطائفية ولا تُغريه وعود تل أبيب. وفيما يتعلق بأولئك الذين يحلمون بالعبث بجغرافيا سوريا وتاريخها، نقول: هذه الأرض لا يحرثها إلا أبناؤها، ولا تحميها إلا وعيهم ووحدتهم.
السويداء ورفض الاحتلال الإسرائيلي
يتعلق هذا الشأن بموقف السويداء من الاستعمار الإسرائيلي ورفض أبناء سلطان باشا الأطرش لذلك.
للتأكيد، نحن هنا لتقديم المعلومات حول السويداء ورفض الاحتلال الإسرائيلي.
في الموقع ايضا :
اترك تعليقاً