التوتر في السويداء: أبعاد استراتيجية وتكتيكية تدق ناقوس الخطر

خاص – أكد الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد أن الأحداث الأخيرة في محافظة السويداء جنوب سوريا تحمل دلالات تتعلق بالبعدين التكتيكي والاستراتيجي، وذلك في ظل التعقيدات الأمنية وتداخل القوى الإقليمية. وفي حديثه لـ”الأردن 24″، أشار أبو زيد إلى أن البعد التكتيكي يتجلى في قرار الحكومة السورية بعملية وصفتها بـ”الذكية”، والتي تضمنت سحب قواتها من السويداء، حيث كانت تلك القوات مستهدفة من قبل إسرائيل. وفي ذات الوقت، تدعم الحكومة العشائر المحلية لتمكينها من إرساء واقع أمني جديد في مواجهة المجلس العسكري في السويداء، الذي يتزعمه الشيخ حكمت الهجري، والذي عُرف بارتباطه بإسرائيل.

ورصد أبو زيد تحركات قوات العشائر، التي تضم عشائر العقيدات والبكارة والتركمان، حيث وصلت تلك القوات إلى مشارف مدينة السويداء من ثلاث محاور، بما في ذلك محور الشمال عبر بلدة المزرعة نحو دوار العمران في وسط المدينة، ما يدل على أن المواجهة مع الهجري تقترب من الحسم.

التوتر في السويداء: أبعاد استراتيجية وتكتيكية

وفيما يتعلق بالبُعد الاستراتيجي، لفت أبو زيد إلى أن هناك مخططًا إسرائيليًا يسعى لإنشاء منطقة منزوعة السلاح في جنوب سوريا، وذلك تمهيدًا لتطبيق مشروع يُعرف باسم “ممر داوود”، الذي يمتد من مناطق سيطرة جيش الاحتلال في حوض اليرموك، وصولاً إلى درعا والسويداء وحتى الحدود العراقية. وأوضح أن إسرائيل تهدف من خلال هذا المخطط إلى إعادة تجربة “جيش لبنان الجنوبي” الذي كان حليفًا لها في جنوب لبنان إلى الجنوب السوري، لكن تدخّل العشائر السورية أفسد هذا السيناريو الإسرائيلي حتى اللحظة.

كما ربط أبو زيد الأحداث في السويداء بتطورات الوضع في قطاع غزة، مؤكدًا أن التصعيد الإسرائيلي في سوريا يُعتبر جزءًا من محاولات تعويض الفشل العسكري والسياسي في جبهات أخرى، بما في ذلك غزة. وختم بالتأكيد على أن هذا التصعيد قد يكون علامة على قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، خاصة بعد إخفاق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تحقيق أي تقدم يُذكر هناك، مما دفعه نحو التصعيد في أماكن أخرى لأغراض إعلامية.

وختاماً، يعتبر التوتر في السويداء مسألة تتطلب متابعة دقيقة نظرًا لتشابك المصالح الإقليمية والمحلية.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *