فيما تواصل حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة دخولها شهرا جديدا، لا تزال التكلفة البشرية في صفوف المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تتصاعد بشكل مقلق. ليس الأمر مقتصراً على القتلى الذين يسقطون في الميدان، وإنما يمتد أيضاً إلى الجنود الذين عادوا إلى قواعدهم محملين بأعباء نفسية ثقيلة. هذه الضغوط دفعت بعضهم إلى اتخاذ قرارات مأساوية مثل الانتحار.
حيث أظهرت التقارير العبرية وجود ارتفاع ملحوظ في حالات الانتحار بين جنود الاحتلال منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023. وقد تجاوز العدد الموثق لحالات الانتحار 43 حالة، مما يعتبر رقماً غير مسبوق في تاريخ الجيش الإسرائيلي الحديث. هذه الأرقام تعكس أزمة نفسية متزايدة بين الأفراد العسكريين وتسلط الضوء على الضغوط النفسية التي يواجهونها جراء الاستمرار في الصراع.
تزايد حالات الانتحار بين جنود الاحتلال
تظهر هذه المعطيات أن هناك حاجة ملحة لتوجيه الاهتمام نحو الصحة النفسية للجنود، حيث تكشف عن حجم المعاناة التي يتعرضون لها نتيجة الأحداث والعنف الذي يشهدونه في الميدان. في ظل الوضع المتدهور والمتنامي، يواجه الجنود تحدياً كبيراً، مما يزيد من احتمالية التعرض للاكتئاب والقلق.
أزمة نفسية تلقي بظلالها على القوات الإسرائيلية
لا يمكن تجاهل الأثر الذي تتركه هذه الحروب على نفسية الجنود، وكلما زادت مدة النزاع، زادت الصعوبات النفسية. يتطلب الأمر تلبية احتياجات الدعم النفسي لتعزيز قدرة الجنود على التعامل مع الضغوط وتقديم الرعاية اللازمة للحالات المتضررة. إذ تعتبر هذه الأزمة النفسية جزءاً من الصورة الأكثر اتساعاً للعواقب الإنسانية للحرب، والتي تترك بصمات واضحة على الأفراد والمجتمع ككل.
تجاوز الموضوع حدود الأرقام ليصبح قضية حيوية يجب أن يتم تناولها بجدية، مما يعكس ضرورة وجود دعم نفسي شامل ومستمر للجنود الذين يحاربون في ظروف تعد من الأشد قسوة.
اترك تعليقاً